محمد عبدالعزيز أحمد (محمد ود عزوز) - لهن ما تبقى من رفات القماش

لهن ما تبقى من رفات القماش
لهن عسل الجروح النيئة
لهن الغابات المسكونة بالبكاء وبوحوش ذوات اعين متعددة
لهن فينا نساء اُخريات سبقنهن الى ثيابنا الداخلية المنهكة
لهن الماء الساخن الذي غسلنا به ارجلنا المُنهكة من تسلق جدران الاسئلة
هي محنة الترزي الذي يُخيط الطُرق المتفتقة بحوافر الاحصنة
لم اتخيل وقتاً بنفسجي الطعم ، او قبراً ذو سياج رخامي ، او المرأة الاخيرة التي تبكي القُبلة التي قاطعتها مشيئة على نعشي
اتخيلني خالداً في مكان ما ، يتذكرني كل من وقف امام جثمانه بربطة عنق رثة تُناسب صدر المفارق
مأساتي تكمن دائماً في هذا الخوف غير المُبرر مني ، من اخوتي في البؤس ، من اصفرار الوقت ، من المطر الذي يطرق الاجساد بانزار الحوجة للتشبث بايدي ما ، من الوحدة والزحام في آن واحد ، من المرأة التي لا تقول شيئاً فقط تنسى جسدها في صدري وتنام ، من المرأة التي تقولني عارياً
" انك يا عزوز ، فشلت في كل شيء حتى في حبك للوطن ؟
الأنني عاملت جنازة احدهم على انها جنازته
ألانني حين تجاوزت عتبة منزلي فاجئتني الصحراء كم صغير هذا الوطن حين ننسى الموت
و متسع حين
نتذكر كم نحن صغار ، وحمقى ، ومزورون بالكامل
الفتاة التي همست في اُذني
" ااه فيروز تعطيني معنى اكثر مما تُعطيني اياه صلواتي الليلية "
كان يمكنني أن اُصدق أنها قد خلعت عمرها العشريني وارتدت الضوء
لكنني اخبرتها بصوت من خبر ذاكرة الارض وعفونتها
" ربما لا يوجد معنى ، المعنى ربما هو فقط البحث عن المعنى ، حتى الطلقة الاخيرة "
الالوان الإحدى عشر للصمت ، الكنايات التي لا تُرهق فيلسوف بحدة التأويل
الايادي مبسوطة لكل الاتجاهات القلق كضباب يتسربل في مرآيا العدم
الجسد هزيل ، انفلونز الرغبة تخدش طهره ، او ظهره ، تجلده الرغبات المُجمدة في ثلاجة الذاكرة ، وتدفنه الايادي التي اقنعته بضرورية الحياة
انفكاك الايادي الصديقة عنا في مفترق سفر ، او ضحك
انسخر من الليل ، ام نروض الفكرة الاولى للولادة من المأساة
نفترض تراجيديا اُخرى ، غير هذه
اتعني عبارة " كن "
أن لسان الرب كان ليمونياً ، فخلقنا بكل هذه الحموضة
انسأل مثل ذلك المجنون
بقلة فرح ، والكثير من الألم
اذا لم نكن نملك بيتاً ، وحبيبة دافئة ، لماذا اعطيتنا الشهوات ، والخيال الجموح ؟
انسأل سؤال من ولد اعرج
لماذا خلقتني ، ما دمت لا تملك الطين الكافي
انسأل سؤال المؤرخ
كل تلك المعارك والبطولات كل ذلك التاريخ ، ولا حرف سيذكرني
الازدراء دين انبياء الواقع ، من عرفوا موقعهم من جغرافيا الحظ ، فرهنوا اجسادهم للكأس والسخرية ، وربما لافخاذ يحدث أن تدس لهم السلام في العطر

عزوز

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى