مصطفى رجب - مزامير عُروة بن الورد.. شعر

مزمورُ الزَّبَدْ :

هذا زمانٌ للزَّبَد
نَفَشَتْ بِه غَنَمُ الخليفةِ في البلدْ
فلمن يُغني مَنْ يغني ؟
والمآذنُ سيَّجوها بالعطايا
والكنائسُ سُيِّستْ
وَتَرَاكَمَ الإيقاعُ في آذانِ مَنْ صُمُّوا
... بَدَدْ ..!!ِ
ماذا سيقرأ قارئُ الفنجانِ
في زمنٍ
تَخَنَّث عن عَمَدْ ؟
ولِمَنْ سيقرأ قارئُ الفنجانِ
وهْوَ المضطَهدْ ؟
هذا زمانٌ للزَّبَدْ
زأرتْ به الجرذانُ
في أذن الأسدْ !!

* * * * *

مزمور السكوتْ :

هذا زمانٌ للخفوتْ
لم يبقَ قوتْ
ضاقتْ بيوتُ المعتفينَ
بأرضنا
وَعلتْ بيوتْ
أصحابها
يتجاوزونَ ضلوعَنا
في كل ثانيةٍ
كنسج العنكبوتْ
ويبيعنا حوتٌ لحوتْ
أتقولُ إنك شاعرٌ ؟؟!!
أو كاتبٌ ؟!
.. وأنا أراكَ
– إذا يُباع أبوكَ-
توغلُ في توابيت السكوتْ !!
هذا زمانٌ للخفوتْ

* * * * *

مزمور الفسادْ :

هذا زمانٌ للفسادْ
لا رُشْدَ فيهِ ..
ولا رَشادْ
السقفُ يسقطُ مرَّتينِ على الرؤوسِ
وأنت تسألني :
.. متى بانت سعادْ ؟
ذرْني أُطوِّفْ في البلادِ
لعلني آتيكَ..
- في بغدادَ أو في كابُلٍ -
بالمعتدينَ من الغزاةِ
وبالرعاةِ
وهلوساتِ مجامعِ الأشياخِ والقسسِ
التي لا تنتهي
من عهدِ عادْ ..!!
هذا زمانٌ للفسادْ
لم يبقَ من زمنِ النبوءاتِ القديمةِ
غيرُ هذا السامريِّ
يُسَوِّقُ العِجْل / الإلهَ
لفتيةٍ كفروا بكلِّ هُويَّةٍ
وَأَوَوْا إلى جَبَلٍ
من الثرواتِ والأجسادِ
كي يرثوا العبادْ ..!!
هذا زمانٌ للفسادْ
فارحلْ لك الويلاتُ
واسكنْ في خيالكْ
إن فاز سهمٌ للمنية
تسترحْ
أوْ ، خابَ ،
تنجُ
فأنتَ
– في الحالينِ-
صعلوكٌ وهالكْ ..!!
هذا زمانٌ للفسادْ
شرعيَّةٌ دوليَّةٌ
ووكالةٌ دوليَّة
ومنظَّماتٌ...
مجلسٌ..
... وبقيَّةُ السبعِ الشِّدادْ
فارحلْ وطوِّفْ
إنْ سلمتَ من اضطهادْ
إنْ سلمتَ من اضطهادْ
إنْ سلمتَ من اضطهادْ !!


-------------------------
من ديوان ( حدبث المساء ) صدر 2014 عن دار العلم والإيمان بكفر الشيخ


تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى