هل كان بيننا موعداً أخلفناه سوياً، موعد لم نعلم عنه شيئاً، أخفاه عنا القدر لسبب ما، سنوات فراق طويلة لم نع مدى قسوته حينها لأن أحدنا لم يعلم بوجود الآخر؟!
هل كان بيننا حلم حلمناه في ليلة أشرعت فيها أبواب السماء تستقبل الأماني وتحنو على الأرواح التي أضناها الضياع..
مازلت أذكر كيف كنت أحتضن ذاتي الهشة في لحظات انكفائي حتى لا تتفتت عندما كنت امرأة من زجاج ورماد.. أهدهدها، أمنيها بموعد مجهول، بعهد قطعته لنا الأقدار في صمت الوعود المؤجلة..
هل كان بيننا موعداً؟
أن نلتقي عند ذلك المقعد الخشبي، تحت مظلته الصامدة في وجه الأعوام والرياح والمطر والشمس، في ذلك اليوم الممطر المشمس في ذات الوقت، لنجد أن أخشاب مقعده قد تآكلت حتى اختفت، هل قرر أن يبقى صامداً منتصبا ينتظرنا بلا مقعد نرتاح عليه ليذكرنا بالوقت الذي أضعناه والموعد الذي أخلفناه.
كم تخيلنا من سيناريوهات هائلة الروعة للأحداث العظيمة المرتقبة ولكنها باغتتنا بهدوء شديد، لم يصاحبها أوركسترا كونية ولا رعد أو برق يخطف الأبصار.. هي حدثت فقط، كلمسة من سحر الأساطير.. حتى أننا في أحايين كثيرة كنا نتعجب.. هل حدثت حقاً؟!
عندما أمسكت يدي تسحبني بخفة الساحر لنرقص تلك الرقصة التي كنت اعرف خطواتها جيداً.. رقصتنا التي لم نرقصها أبداً، هل كان بيننا موعداً؟
عندما احتضنت كفك الجزلة كفي الطفلة بكل حنان الأب، وعندما قبلت أصابعي الواحد تلو الآخر بكل وله العاشق وعندما كنت أحاول أن أفتح أصابعي الى أقصى اتساع لتتشابك مع أصابعك بكل شوق الحبيبة هل كان بيننا موعداً؟!
الم تندهش يومها كيف يمكن أن يحمل فنجان قهوة في مقهى عتيق كل ذلك الصخب الذي لم يسمعه سوانا؟! كيف شرب معنا فرانشيسكو تيراجا قهوته بينما صدحت موسيقاه تغازل قطرات المطر التي انهمرت بسخاء فوق رؤوسنا؟
كيف ضجت لحظات الصمت التي بكل عبارات الشوق ترسم الابتسامة التي أخلفت موعدها مع الغروب لتسكن شفتي في إشراقة لا تغيب؟!
قطعة الشوكولا الداكنة كيف أصبح لمذاقها لذة حبات الكرز؟!
هل كان بيننا موعد مع براءة دهشة الأطفال التي غشيت ملامحنا يومها؟!
لم يكن موعدنا مجنوناً كما تخيلت، لم يكن غجرياً أو ملحمياً كما عشته في مخيلتي مرات ومرات..
ضحكت السماء، غنت النوارس حولنا وتراقصت النجوم على ألحان سوناتا ضوء القمر.. هذا كل ما حدث.
عندما هدرت أمواج البحر لتصاحب لقاءنا، هل كان هذا موعد بيننا؟
هل كان بيننا حلم حلمناه في ليلة أشرعت فيها أبواب السماء تستقبل الأماني وتحنو على الأرواح التي أضناها الضياع..
مازلت أذكر كيف كنت أحتضن ذاتي الهشة في لحظات انكفائي حتى لا تتفتت عندما كنت امرأة من زجاج ورماد.. أهدهدها، أمنيها بموعد مجهول، بعهد قطعته لنا الأقدار في صمت الوعود المؤجلة..
هل كان بيننا موعداً؟
أن نلتقي عند ذلك المقعد الخشبي، تحت مظلته الصامدة في وجه الأعوام والرياح والمطر والشمس، في ذلك اليوم الممطر المشمس في ذات الوقت، لنجد أن أخشاب مقعده قد تآكلت حتى اختفت، هل قرر أن يبقى صامداً منتصبا ينتظرنا بلا مقعد نرتاح عليه ليذكرنا بالوقت الذي أضعناه والموعد الذي أخلفناه.
كم تخيلنا من سيناريوهات هائلة الروعة للأحداث العظيمة المرتقبة ولكنها باغتتنا بهدوء شديد، لم يصاحبها أوركسترا كونية ولا رعد أو برق يخطف الأبصار.. هي حدثت فقط، كلمسة من سحر الأساطير.. حتى أننا في أحايين كثيرة كنا نتعجب.. هل حدثت حقاً؟!
عندما أمسكت يدي تسحبني بخفة الساحر لنرقص تلك الرقصة التي كنت اعرف خطواتها جيداً.. رقصتنا التي لم نرقصها أبداً، هل كان بيننا موعداً؟
عندما احتضنت كفك الجزلة كفي الطفلة بكل حنان الأب، وعندما قبلت أصابعي الواحد تلو الآخر بكل وله العاشق وعندما كنت أحاول أن أفتح أصابعي الى أقصى اتساع لتتشابك مع أصابعك بكل شوق الحبيبة هل كان بيننا موعداً؟!
الم تندهش يومها كيف يمكن أن يحمل فنجان قهوة في مقهى عتيق كل ذلك الصخب الذي لم يسمعه سوانا؟! كيف شرب معنا فرانشيسكو تيراجا قهوته بينما صدحت موسيقاه تغازل قطرات المطر التي انهمرت بسخاء فوق رؤوسنا؟
كيف ضجت لحظات الصمت التي بكل عبارات الشوق ترسم الابتسامة التي أخلفت موعدها مع الغروب لتسكن شفتي في إشراقة لا تغيب؟!
قطعة الشوكولا الداكنة كيف أصبح لمذاقها لذة حبات الكرز؟!
هل كان بيننا موعد مع براءة دهشة الأطفال التي غشيت ملامحنا يومها؟!
لم يكن موعدنا مجنوناً كما تخيلت، لم يكن غجرياً أو ملحمياً كما عشته في مخيلتي مرات ومرات..
ضحكت السماء، غنت النوارس حولنا وتراقصت النجوم على ألحان سوناتا ضوء القمر.. هذا كل ما حدث.
عندما هدرت أمواج البحر لتصاحب لقاءنا، هل كان هذا موعد بيننا؟
