فوزية العلوي - خشب

كاد حيّنا يصبح بستانا
لو أن تلك المرأة بقيت امام بيتها إلى الظهيرة
كل الابواب التي كانت أشارت اليها
اخضرّت وبدت تطلق روائح الغابة
الحطاب الذي اعتاد قطع الجذوع
أصابه الارتباك وهو ينظر إلى الاصابع التي
بدأت تنمو مع الاوراق بلا طلاء أظافر
النجار الذي كان سعيدا بصناعة الكراسي
لم يعد قادرا
على فهم المنشار وهو يصاب بالتكلّس
ربما تكون عقدة الخشب البنية عينها
أو ضحكتها وهي تشرب البنّ
كل العصافير التي تحبّ نقر حبات التوت الطازجة
والالتفاف بريش بعضها بعضا
عند نزول صرد الليل
لم تجد بدّا من التعشيش
بين خصلات شعرها ...
تلك المراة التي كان بامكانها
أن تحيل الحيّ بستانا
لو تباطات إلى حلول الظهيرة

فوزية العلوي
  • Like
التفاعلات: جوهر فتّاحي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى