عبد الرؤوف بوفتح - نادل المقهى

يسألني " الطيب" (نادل المقهى)
كل صباح .
.. إنْ كان قادراً على كتابةِ الشعر ..!
- أكتبْ..
( أقول له..مبتسما / مرتابا)
لن تخسر شيئاً سواك .
إنْ كنت عاشقاً ..
فسوف تصبحُ أكثرَ فزعا
اكثرقربا من البكاء والهذيان...
وضحكات الناس
أكثر صدقا من العصافير
ان كنت فاسقا
فسوف تشم هواء فاسدا
و تانس ..
لبعض السِباب
عند كل رصيف
وخلف الابواب.

وان صرت مجنونا
سوف تغني
للشمس والسماء والتراب..
ثم سوف تموت
ولن يمشي خلفك..
الا ... بعض الأغراب

- يجزم نادل المقهى..
أنني املك مصباح الشعر ..
العب بالريح وبالجمر
وازيل الدمعة ..
من صحن الجفن
أُبْرِىءُ الأكمه..والمظلوم
والمدحور..والمقهور
انسج البسمة
في حقل القلب..
في الشفتبن
في رمشة عين
وازيل اعراض الفقر.

- يكتب " الطيب" ببساطة..
" انا لا يهمني ..من يحكمني
الذي يعنيني:
- من يطعمني
من يحميني
ومن يأخذ بأطراف قلبي..
في اوجاع اسئلتي
وغياهب حزني..
من يجعلني استلقي على ظهري فرحا..
انشر راياتي في حضرة الطير
وأظل ..
في ريش الحلم اغني ".

- ثم يسودّ وجهه
وهو ويسألني:
- هل هذا هو الشعر..؟!
- أنا لا أعرف يا طيّب..
لكن ..قبّلته
وانا اهتف مثل الارهابي
الله اكبر..

- طيّب
فأنا مثلك
يشبعني الهذيان..
يصيرالحلم لي ابهى ثياب
ترويني الكذبة
تبهرني الرؤيا
و الدهشة .. والطوفان.
وإنْ كنتَ تراني عندك كل صباح
انبش في أوراقٍ بيضاء،
فالقصة ..
في راسي غصّة
اطول من سور الصين..
- يا طيّب
توجد امرأةً في البال ،
اسألها كيف
تمد لي جسر يديها دون حبال
لعل ..
الى طقسها الجميل ..افر
قد لا اصل
قد اتعثر مثل عصفور العنب
لا توجد خيمة اخرى تأويني..
قل لي:
مَنْ غيرها..
ينقذني من هذا التيه .
أنا مثلك يا طيب..
لا أعرف إنْ كان وجعي شعرا
ام اتوهم اني.. للموتى
اصنع الحلوى
وألوك سجع الكُهّان..
- أنا مثلك..
لغتي عارية كالفاس
تجوس غابة يُبْس
أنبش أعشاشاً
لن يعود اليها الحمام
- لكن..
اكتبْ أيها الطيّب..
أكتبْ.
كلنا ذاهبون
في خقول الحرائق البعيده
- ربّما ..
نستريح قليلا في قاع الرماد
حتى تزول الاوجاع
ثم تذرونا الرياح..
- ربما
يسمعنا الله..!

* عبد الرؤوف بوفتح / تونس

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى