هند زيتوني - وحده الحب

وحده الحُبّ ينمو على صخرة المستحيل
كعشبةٍ بريةٍ دفنت إله الشر
كحجرٍ لم تمسسه نار
دمعة الجسد لا تبالي بفرضية الوقت العصيّة
ولا تأبه لساعة النزق ،الراحلة إلى الفصل الأخير
تميل إلى دفة كتابٍ يشرحُ الآه بلا خجل
أو إلهٍ يقبلُ بصمة الغفران في نهر الخطيئة
يتقلّب الشعر على سرير الروح
يغويني لأصهلَ على غيمةٍ شاردةٍ
كنتُ في البدء
حرفاً مكبلاً في اللاوعي عصياً على الذهن
عاشقٌ نَذَرَ حروف قصائده للمدَى البعيد
راح يكتبني
كما لو أنني خيط المسافة الهشّ بين الأمنيات
لم أكن لي
في كل هذا العبث الرمادي
هناك كنتُ أمتدُّ
كيدٍ ضريرةٍ ، أُلمّعُ آخر قبلةٍ على وشك الذبول
تخاف أن تسقي ظما جنونها
تخاف أن تحترق بلا حدود
لم أكن لي
في كلّ هذا الزمن الخارج عن سكّة المجاز
وكأنني عشتُ تحت نعشي
أرتبُ الوردَ وأجمعُ زفرات أغنيتي الأخيرة
أحرقُ ماتبقّى من أسرار النهايات الحزينة
لم أستثر القمح قبل رحيله
ليعزفَ على كمنجات الحقول
لم أعتنِ بلحنٍ هاربٍ من نصف الحقيقة
أو قيد قصيدة رعناء
شحّت فواصلها ، فراحت تفتّش عن ضمة من الرغبة
لعلني كنتُ أدفن
حزني اللانهائي
كل كلماتي وخوفي تحت رماد رغبتي المستديرة
ووضعتُ جنيني المنتظر من إله الشعر
عذراءُ كنت
لم يمسَسني حرفّ ولا بحرٌ مشاغبٌ
هاأنذا مازلت أصلبني
وأمشي إلى موتي المشتهى
وحدها الأحلام تحفظ
طريق الأخيلة إلى صوت الخلود

هند زيتوني .
2/1/2022
…………

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى