هاني الغريب (هاني أبو مصطفى) - أيوب...

سافرتُ أبحثُ عن أيوب في وطني
وعن عذاباتهِ في آخرِ الزّمنِ

عن طولِ غُربتهِ عن يومِ رجعتهِ
عن عاشقيهِ عسى لو عاد يسألُني

نعم سيسألُني حتمًا أنا شجنٌ
ما حيل عنهُ ولم يركُن إلى فتنِ

أيوبُ هل زالت الأمراضُ أنت بلا
ذنبٍ وأكبرُ في معناك من وَهَنِ

هُم مايزالون مرضى القالِ يشغُلُهم
مِن أن تقومَ كلامٌ ليس يُقنعُني

الماءُ أنت أنا أحتاجُ منك إلى
شيءٍ من الدفءِ هل تأتي وتغسلُني

أيوبُ زوجتُك الحُسنى مُكرّمةٌ
من أن تعافَك في الصحراءِ لِلْحَزَنِ

تمشي لوحدِك حتى الآن مُنفرِدًا
عنهم فهلّا إلى ربي تُقدّمُني

القومُ بعدك في أهوائِهم خلدوا
هذا التصرّفُ يا مولايَ أغضبني

حُرّيتي فيك مازالت تُخوّلُني
وهُم يقولون أدنى قولِهم وثَني

أخبرْ سُليمانَ أن يأتيْ بزُمرتهِ
ضاع البساطُ وجالوتٌ يُهدِّدُني

أوْ قُل لداود ياداودُ خُذ حجرًا
فاليوم أصبح داودٌ بلا سُفُنِ

واركبْ مع الخضرِ واسأل عن قساوتهِ
موسى يخافُ على هارون يعبُدُني

ماكنتُ عِجْلاً ولكنْ هُم على خطَرٍ
من فتنةِ الحُبِّ أوْ مَن ثورةِ المُدُنِ

عُذرًا أنا الآن سكرانٌ وليس على
مثلي عتابٌ فيا أيوب تعذرُني

جُرْحُ العراقِ الذي للآن أتعبني
وسارقوهُ لهم رأيٌ يُفرّقُني

أصبرُك المُرُّ أحياني كفاك لهُ
حتّامَ صبرُك في المعنى يؤخّرُني

شريعةُ اللهِ في الأفهامِ مصلحةٌ
وعلمُهُم بكتابِ الحقِّ مزّقني

أُريدُ قبرًا بلا لحدٍ أنامُ بهِ
تحت التُّرابِ وتحنيطًا بلا كفنِ

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى