محمد عبدالعزيز أحمد (محمد ود عزوز) - سألني التحري

سألني التحري
كيف تنتحر في الحُلم
من اعطاك إذنا
بالهروب هناك ؟
الا تعرف ، بأن الانتحار له فواتير
ستدفعها
لتُقبل منك ؟
لا اعرف قلت
يكفي ما اعرفه حتى الآن
اعرف المُدن الشريرة في الكتاب المدرسي
والمُدن الطيبة تلك التي نزعت هويتها القديمة و غرقت في حصالة النسيان
اعرف ملامح البحر ، رائحة الفصول الاربعة
السراب وبشرته اللطيفة
سيدي
اعرف ملامح الصبية عند الموت ، وعند النوم في كف الصباح يشبهون فراشة احترقت
او وردة مالت نحو الصباح
او حديقة اصيبت بالزكام فتدثرت بعاشقين
اعرف عناكب غرفتي ، زوجاتهم
النميمة بين شجرة وخطوة الماريين
رائحة القصيدة
حين تفزعها الحبيبة بالبكاء
شكل المجاز حين تنقره حمامة مُفرطة في التفائل والسفر
اعرف كثير من الاشياء
من اي طين خُلقت بساتين الأناث ، من اعطى نهراً للنهود ، من اعطى بين الفخذ بستاناً من الخمرة ، من عصر رائحة عرقهن ثم باعها للزهور
وللاعشاب التي تجلس تجادل نهرا
وتسرق في كل ليلة ضفةِ عرجاء
اعرف
من أي رسام ، اكتسبت الانثى انكماش الخصر ، وضحكة الارداف بكل خطواتِ لطيفة
اعرف اي نجمة تترصد
ليل العاشقين ، تجلس على نوافذ الليل
تتلصص على
الثياب المُعلقة خارج الاجساد
تُراقب فوضى من خلقوا الرماد على الفراش
اعرف من اي نافذة
تُهرب الغابات احلام السكينة للبيوت المفقرة
من أين ينمو الليل
اعرف
اي الوسائد طيبة و ايهم شريرة
فواحدة تخفي اثداء الحبيبات بالنعاس ، فنموت ليلاً غاضبين
واخرى تختبر المدينة فينا
واحتمالات السلام
اعرف شوارع فتاتي ، وكل رُكن فيه
اي زاوية تُناسبني حين انام ، اي ركن دافئ اجلس عليه
ادخن أيامي السعيدة
وادخرها
للمواسم الجائعة
اي شارع قد اسير عليه دون أن اخشى الوصول الى النهاية
اعرف كل شيء يا سيدي
من قتل كنيدي ، من فقع عين طه حسين ، من صلب المسيح ، من باع البنفسج للسماء ، من ذوب البحر كي يكون مايعاً مثل الرحيل ، من افزع الليل فانطفأ
من لطم الظهيرة حتى تصفر
من باع شعب المايا ، للتحليق
من اعطى كأس الموت للافعى ، من اعطى حواء هاتفاً محمولا لتترصد خيانات آدم الكبرى
اعرف كل شيء يا سيدي
لكنني
لم اعرف المسئول عن تأشيرة الاحلام
لانال
اوراقاً موقعة
للسفر والانتحار هناك
#عزوز

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى