محمد عبدالعزيز أحمد (محمد ود عزوز) - كان يمازح الاشياء

كان يمازح الاشياء
.......... يُنادي الوقت .....
نحو الشوارع المُظلمة
ليطعنه في ظهره
لا ليقتله ____
بل ليؤخر مساحة القُبلة
كان مثل الخوف
يأكل الاشياء ثم يتهم التسوس بالخيانة
_____
كان يخلع عن الشتاء فستانه
لكي يرى
الحبيبات المُختبئات
بين اغطيةُ ثقيلة ، وبين اضلاع حُلمُ مشاغب
يستفز الرغبة
ثم يسخر من ندى
تقطر في شفاه زهراتهن حتى ايقظ شهوة الفراشات
______
كان يبتاع الحقيقة
بالليالي الخاطئة ، مثل كل الصعاليك
لا يُجيد
النوم فوق وسادةٍ
___ مبتلة بالازهار ورائحة السلام
هو مثل معطفه الذي اورثه إياه اباه
مازال يلعق ملمس البارود
ما زال يركض
كلما ركضت اليه رصاصة
ليختبئ
بين الثقوب ___
كان يعد الثقوب
ليعرف كم مرة مات اباه ، وكم مره ايقظ من رماده
صورة للذكرى
واوسمة ساخرة
مثل نعش الحالمين
هكذا _________
يمضي غريباً
في فناء الصمت
وحده في زحام الفارغين
يكشط الماء ، لينزف ربما
_____
احتال خاصية الافاعي ، وغير جلده
ليكون ازرق في هويته
ويترك صورة " اللالون " وحدها في الخواء
_______
كان يثمل
من لعاب فتاته ، حين تحشر لسانها
في القصيدة
تُدغدغها لتضحك
وترتجف
وتُسقط في فِراشه
عدة حمامات
تُحلق بين وجهه و حلمه الابدي
بالبراري الهادئة
_______
كان قرصاناُ
يسطو على التاريخ
ليسرق
انبياءه في الخفاء
او يُعيد تلاوة الصلوات للموتى الذين نسوا
الآن
طبيعة الأشياء البسيطة و لونها
نسوا الحبيبات اللواتي
كن يُجدن طهو الليل ليبدو احمر مثل النبيذ
_____ نسوا شفرات الحلاقة
فربما جُرحت شواربهم وضاعت اخر القبلات واللمسات
والشهوة اللطيفة
نسوا الكناية ، كيف ترتد نحو كاتبها
وتصرعه
بخبث المعنى
هكذا
انت بين خيالك الزهري
وطاولةُ
كالمقصلة
وربيع يراود بذرة الزيتون في راسك
ويرمي عليها بالشتاء
_______
البرد يعتصر الجوارب
في مشاوير التعب
الحقيقة تنام على كتفِ ثرثرة السكارى وبولهم
دون خوف او انزعاج
الماء مالح مثل نظرات الآرامل
الليل داكن
رغم أنه استحم ، وفرك جلده بالمساء حتى نزف
لا يزال داكنا
وانت عالق بين حلمك والمدينة
وحقيبة ممتلئة بجثثك ، ولا تزال تخشى السفر

عزوز

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى