د. محمد سعيد شحاتة - تأمُّل.. شعر

ذات مساء
تأبَّطتُ قلبي المزدحمَ بالندوبِ
واقتفيتُ آثارَ نجمةٍ
لعلَّ أصابعَ القصيدةِ تجيدُ العزفَ
لكنَّ الثقوبَ الغائرةَ في الضلوعِ
امتلأتْ بالصديدِ
وحين عثرتُ على نوافذَ للمدى
كان الصقيعُ يتسلَّلُ إلى المعنى
فتجمَّدت الظلالُ
أيها المتربِّصون بين أحراشِ الذكرياتِ
ترصُدُ أعينكم أوردةَ الحلمِ بلا رحمةٍ
على حافةِ المعنى
وتوتُّرِ الشفاهِ المخضَّبَةِ بالحنينِ
أيها القابعُ بين ظلالِ المعاني
وغصونِ الكلماتِ
وحين يلوحُ ظلُّ البهجةِ
تقبضُ على مجدافي
حتى تتجمَّدَ أمواهي
فتعودُ إلى زاويةِ المعنى مبتسمًا
أنسجةُ القلبِ تتقاسمُها ذئابُ الدروبِ
وعواءُ القصيدةِ لا يملُّ
والقابعون على منحنياتِ الضلوعِ جوعى
وخيالُ عيونٍ لا تكفُّ عن اللومِ:
هي خطاياكَ التي أدْمنتَها
فارتُقْ بقايا شراعِكَ
لعلَّكَ تُبْحِرُ يومًا
وتجتازُ صخرةَ سيزيف.
*
قلبٌ يتقلَّبُ بين أعشابٍ صدئة
وأخاديدُ حفرتها الأفاعي على سفوحِ روحٍ
تتوارى في عتمةِ الشوارعِ القديمةِ
وأغنيةٌ تستعيدُ تجاعيدَ الزمنِ
"حاملُ الهوى تعبُ"
تتدلَّى من عيونِهِ سقيفةُ الحلاَّجِ
"أنا مَنْ أهوى
ومَنْ أهوى أنا"
نحن روحان نبحث عن جسدٍ
وأغصانُ الكلماتِ المتشابكةِ تواري سوءةَ البصَّاصين
حين نطوفُ حول المعاني المغمورةِ بالمطرِ
من ينقذُ القابعين في تجاعيدِ الروحِ من صقيعِ الرقودِ؟
ومن يعطي الرابضين على تخومِ القلبِ إشارةَ العبورِ؟
*
الندوبُ على حوافِّ الدروبِ المتآكلةِ من كثرةِ العابرين
وبقايا الأحذيةِ القديمةِ المتراصَّةِ تنبئُ بالمصير
"خفِّف الوطءَ ما أظنُّ أديمَ
الأرضِ إلا من هذه الأجسادِ"
سراديبُ الجبِّ ملأى بالتفاصيلِ
والأشجارُ الصدئةُ تحتفظُ جذوعُها
برسوماتِنا الطفوليَّةِ
والشوراعُ تروي الحكايا التي نقشناها
على جدرانِ أزقتها
أيها القابعون بين أنسجةِ القلبِ
رفقا ببقايا الضلوعِ

د. محمد سعيد شحاتة



----------------------
ديوان: العاشق الريفي



تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى