محمد عارف مشّه - مبادرة ( أسرى يكتبون) تطفيء شمعتها الأولى

أطفأت ( مبادرة أسرى يكتبون ) ، منذ أيام شمعتها الأولى ، لتعلن انطلاقتها بمباركة من رابطة الكتّاب الأردنيين ، وبمبادرة ثلّة من الأدباء العرب في أكثر من دولة عربية . سيقتها مرحلة من الإعداد والتنظيم والمتابعة .
المبادرة تهتم بالإنتاج الثقافي للأسرى في سجون الاحتلال الصهيوني ، من حيث تسليط الضوء على كل المنتج الأدبي والثقافي للكل الفلسطيني ، في الوقت الذي بات فيه التراجع واضحا بسبب وباء كورونا ، والتراجع الجلي للاهتمام بالقصة والرواية ، في الفعاليات الثقافية والنشر ، الأمر الذي جعل المبادرة تنطلق من خلال ( الزووم ) ، ودعوة العديد من الكُتّاب والأدباء العرب في الوطن العربي ، وفي العالم للمشاركة سواء في القراءات النقدية ، أو التحليل وتسليط الضوء على الأسير الفلسطيني ومنتجه الثقافي .
قد يخطر على البال سؤال أو أكثر ، ومنها : هل الاحتلال من الديموقراطية ، بحيث يسمح للأسرى كتابة رواياتهم وقصصهم ونشرها ؟ . السؤال الثاني وهو كيف يتم وصول مؤلفات الأسرى الفلسطينيين خارج أسوار السجن ؟.
بالتأكيد أن الاحتلال لا يسمح للأسرى بالكتابة والتأليف ، ومن يتم ضبط أوراقه يتم مصادرتها وإتلافها ، وإيقاع عقوبة قاسية جدا ، تصل لوضعه في زنزانة منفردة لشهور ، إضافة للعقاب الجسدي الذي يقع على الأسير ، فكان مشروع مقاومة الأسير للمحتل بالحرف والكلمة ، وإيصال قضيته للقارئ باللغة العربية أينما كان . فكانت مبادرة ( أسرى يكتبون ) ، تساهم في إيصال هذا الصوت ، صوت الأسير للعالم .
السؤال الثاني وهو كيف يتم تهريب المنتج الثقافي من خلال ثقوب جدران السجون إلى خارج السجن ؟ ، إن مشروع مقاومة الأسير ورفضه للاحتلال ، جعله يفكر بطرق مقاومة عديدة ووسائل مختلفة ، استطاع من خلالها تهريب المنتج إلى خارج السجن ، ليقوم أحدهم بتنقيح ومراجعة الرواية ، وإرسالها لدور النشر والمطابع ، فتتم ولادة العمل الأدبي بكل سهولة دون عملية قيصرية .
تسع عشرة رواية تمّ تسليط الضوء عليها ، لتسعة عشر روائيا أسيرا داخل سجون الاحتلال ، تمُ الحديث عنها أيضا ، وفي كل رواية عالم مليء بصور الظلم والاستبداد ، التي تقع على الأسير من تعذيب وإهمال طبي وقتل بطيء متعمد أو غير بطيء متعمد أيضا ، قصص تظهر همجية السّجان الصهيوني ، والظلم الذي يمارسه ضد الأسرى من الرجال والنساء والأطفال . بالمقابل فهناك من بطولات الشرف والمقاومة لما يقع على الأسرى من ظلم ، سواء من الإضراب عن الطعام ، أو بتثقيف الأسير لنفسه ولمن حوله ، بالندوات التثقيفية السياسية السرية داخل السجون ، أو بالانتساب للجامعات خارج السجن ، بدعم من منظمات حقوق الانسان ، كاستحقاق سابق من النضالات داخل السجن لسنوات ، إلى أن استطاع الحصول على الشهادات الجامعية في الليسانس والماجستير وغيرها في كافة العلوم والأدب داخل الأسر لمن تجاوز مدة الحكم الصادر بحق الكثير من الأسرى قد وصل لمئات بل وأكثر من ألف عام لبعض الأسرى .
إن دعم الأسرى في سجون الاحتلال هو واجب وطني وإنساني ، سواء للأدباء والشعراء أم للأسرى السياسيين أوالموقوفين إداريا رجالا ونساء وأطفالا ، لتسليط الضوء على ما يقع من ظلم وقهر واستبداد على الفلسطيني ، في أرضه ووطنه فلسطين .
أعوام عديدة ومبادرات كثيرة نتمنى أن تكون كثيرة ، ودعما لهذه المبادرات نتمناها أكثر من المؤسسات الثقافية الرسمية والخاصة ، لدعم كل مبادرة تساهم في دعم الأسرى في سجون الاحتلال .
الشكر الموصول لكل من ساهم في دعم مبادرة ( أسرى يكتبون ) ، بداية من السادة الأدباء والأديبات في أقطار الوطن العربي وفي العالم ممن ساهموا بالمشاركة في أمسيات مبادرة أسرى يكتبون ، ومن السادة لجنة التحضير والمتابعة من ألفه إلى يائه ، إلى حين بث الأمسية على الزووم ، لهم كل الشكر والتقدير والمحبة لهؤلاء الجند خلف الشاشة الزرقاء ، ولرابطة الكتّاب الأردنيين كل الشكر ، ولكل الصحف الورقية التي اهتمت بالمبادرة وتهتم بكل الأسير الفلسطيني ، ولكل المواقع الإليكترونية الشريفة ، ولكل من لا يزال يؤمن ويقول : فلسطين قضيتي ، كل الشكر والتقدير , والحرية العاجلة لكافة الأسرى الأحرار في سجون الاحتلال .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى