محمد عبدالعزيز أحمد (محمد ود عزوز) - لطالما خِفتُ من الحياة

لطالما خِفتُ من الحياة
من وشوشة الراديو في الانقلابات اليومية في البيت
من خبل اصابع اختي
وهي تفلت الآواني الزجاجية
من الصباح الذي لا يطرقه بائع حليب
من مناسبات الزواج التي لا تدخر اُنثى ثوباً لترينا ما آلت إليه مؤخرتها
من كل هذا الزحام بالاشياء الفارغة
اردت بشدة أن اقذف بالغطاء بعيداً
وأن أٌسيل على حواف الكوب
رغوة صفراء
مثل القلق
وأن لا اُصدق أن الرب قد شاء يوماً أن اعيش في هذه البرهة المهترئة من الارض
في زنزانة الاشخاص المتخمين بالثرثرة
في سلطة الصنف الواحد من الضحك
في نواصي الطاعة المُحاصرة بالكمامات والأوامر التي تأتي مختومة ب " صدق الله العظيم "
اردت أن اخرج حراً من الجميع
أن احمل زجاجتي واتجول في فناء الوقت
أن اخون الحبيبة مرارا
وأن اعتذر مراراً
وأن اتلقى الغفران مراراً
لأنها في النهاية تحتاج من يربط لها خرطوم الغاز
ولأنها تحتاج من يقول لها شعراً وهي عارية
منبطحة على بطنها
تُراجع احلامها الاولى حين كانت محض روح طيبة
اردت بشدة
أن اسير عكس كل الطُرق المعتادة
وأن اضحك على ما يبكيهم
وأن ابكي على ما يضحكهم
وأن احمل مزماراً خشبياواغني في كل الجنازات لاغري الموتى بالرقص
وأن اتصالح مع ارجلي
جميعي نسيرُ معاً وليس هكذا
رِجلُ في البلاد تتسكع بين الجثث
و رِجلُ هنا تُطارد فروة حُلم ضاع بين الحانات
ورِجلُ تترصد الطُرق تبحث عن اي شيء يبدو انثويا
ورِجل تسابق الله الى الهاوية
اردت أن استحق النبوءة حقاً
ولكنني فشلت
ها انا مثل الجميع انام على جانبي الايسر
واشاهد افلاماً غبية " يموت الخائن ويحظى البطل بالقُبلة "
ها انذا بكل تفاهة اصابعي اطوي الاقمصة على عطرِ وكأن العناق انتصاري الوحيد
ها انا ذا استمع لموسيقا فيروز ، وكأنها تُعمدني رجلاً من جليد
واقرأ كل الحكايات المُملة عن الحب والجنس ، والحروب البريئة من أي نصر
ها انا ذا اُدافع عن حقوق النساء ، حقوق الاطفال ، حقوق الانزال ، وحتى حقوق البعض في اللواط
لأن قوز قزح ، الذي كان سراط العشاق والهاربين من الجسور ذات اللون الواحد
اصبح مرتعا للجنس المُخالف للحلمة والصدر المستوي
ها انا ذا
ارتكب اخر غباءآت الادمية
واسقط في الحب على مؤخرتي ، واتألم بشدة
ولا يد تلتقطني
من جسدها الحارق

عزوز

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى