محمد عبدالعزيز أحمد (محمد ود عزوز) - في بِركة مُكدسة بالصدى

في بِركة
مُكدَّسة بالصدى
سبحت،
بكامل الثياب القطنية
والعرق ذو الانف الملتوي ،
يتبادل الشم وانفي
سبحت
ومراكب موسيقى الموت من حولي
تُناديني،
تشبث
ايها السابح في الفراغ،
هنا الأبد
يتسكع في مرايا الثبات، بين يديّ الرب
لكنني لم أصعد
لأنني أكره الاشياء السوداء،
ولأن فضولي عادي، ويميلُ نحو الاشياء البسيطة،
وليس حول
جدوى هذا المُسمى مصير
في براحات الصبا، والكرات الذهبية تتقاذفها السماء والأرض،
ونحن الصغار
بغباشنا الطريف، بألبستنا القصيرة الممزقة،
بالعراكات التي لا تخلف جثة،
بالمزحات التي لا تكسر حُلمًا،
او تشيع فرحًا نحو أورام الضغينة ...
كُنا نفهم
ما تقذفه السماء من كُرات،
ولم تكن العتمة سوى فواصل بين
غبشين ...
الآن
الآن لا يمكنني مهما سقطت،
ومهما تكالبت عليّ الأيدي الخشنة بالدماء، واحتمالات أن أتحطم كبيضة ، مهما اجهضتني الأخبار الصفراء على التلفاز،
لا يمكنني أن أصرخ
يا أمي
دائماً على اُهبة السُكر ، أو الجلوس وحيدًا، في مقعدِ لا يُريح السيجارة من اصبعي،
ولا المؤخرة من إصبع الجنرال،
المحشور بشدة من اتجاه المسجد ، أو من الارتكاز الذي يجلس، مثل إله كثيف المطالب،
في ناصية الجوع ...
دائماً على اُهبة الصمت ، حين يكون الحديث قاسيًا ، وكأن الأحرف قد نما على جلدها زجاج
امضغه،
لاُشبع لغتي من دمي،
كأن الاحرف ليست سوى جُثمان الحبيبة الاخيرة ،
اُحاول حمايته مثل قطة بريئة النوايا، بمضغ ابنائها
دائماً على اُهبة التبرع بعضو أو أكثر،
لأن لا أحد اقنعني أنني حي بطريقة ما،
لا انفاس ساخنة، تُطارد صدر الحبيبة العاري بقربي،
لا دفء في الفِراش، ليقنع مومسًا طاب لها الشِعر من حولي، فدخنت احزانها بصمت،
ايها المدفونون في الأتربة الغبراء للعتمة ، ايها المبعوثون من ضجيج السرير، في احتلاماتنا الصامتة،
ايها الواقفون على أكثر من جثة ، وعلى أقل من طلقة،
اجلسوا بجواري
فنحن شُركاء الزنزانة الضخمة
التي اسمها حياة
نحن لا نختلف سوى في حجم أعضائنا التناسلية ، وفي الطريقة التي تُقطعنا بها المشيئة ...
ايها الغاضبون
من هذيان المصائب في الإعلانات المُتفحمة ، وفي الصور المكررة للصراخ،
اصطفوا جانبي
المشنقة تكره الفوضى
فنحن الفروض اليومية للموت، ونحن الوظيفة الحقيقية للآلهة ، مراقبة أجسادنا عن كُثب ، ورميها بالجريمة، وإن اغلقنا السحاب على انُثى مُقنعة الجسد ...
اصطفوا
هنا وهنا
لنستطلع من أي ثقب
تُكشف جرائمنا الصغيرة ، وأين تكمن العين السرية في الجسد،
ليتلصصوا علينا
ويكونوا
"أقرب إلينا من حبل الوريد"

عزوز

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى