رضا أحمد - حرب بين ضبعين..

وأبتعد عنكَ إلى حدّ يبقيك آمنًا
ويبقيني على الحياة.
1-
أعزي نفسي في التنبّؤ بمعجزات
وأخرج منتصرة
كما لو كنت مَن أبطل حربًا بين ضبعين
على جثة ذئب
تعثر في صورته بالنهر
وسقط بعد أن تأكد أنها المرة الأولى
التي ينظر فيها إلى أنيابه تطفح بالدماء.
الذئب قرينكَ الرومانسي
يحبّ الصيد فقط
كان سيحصل على فرصته في اعتياد القتل
والابتسام بودّ أمام الكاميرا في صورة "سيلفي"؛
لولا عدوى سرت في جسد العالم
من منظمات تناهض حقوق الأجنة في رؤية بشاعة المستقبل.
ككلّ القديسين...
سيرحل ويُبنى له ضريح على طرف الغابة
لن يشعر بالسّوء إذا نسيَ أحدهم شارة الحداد
في حمام عمومي
مع بعض الألفاظ النابية والكثير من الدموع.
2-
لستُ بريئة أيضًا
لديّ وقتي المميز أمام نشرات الأخبار
أتلفح بالفراء وأركض مع العشب بعيدًا عن الجنائز
والعدالة التي تعجز عن التورط في جرائم تستحق.
أعيش لأشاطر جدتي
تلك الأحداث المخيفة التي رأيتها كل يوم
حين كنت أعبر طفولتي برأس يشتعل
بدلًا من البحث عن قُبلة كلاسيكية
تخصني في حكاياتها الطيبة.
على الجدار نشعت نافذة
بما تبقى من نظرات الجيران،
على جانبها الأيسر نما الحب
بجذوره، فروعه، أوراقه، ثماره
وأكليه،
على جانبها الأيمن عَلِقَت غيمة
في زحام العابرين،
دونما صرخة واحدة
عثرت على حياتي تعرج
ماريونيت أفلتت حبالها
وسال ظلها
بلا أثر لمضيف.
3-
طفلة صغيرة ترتدي مريول براءتها
وتتحرك على مذبح القدر
لتدون في يومياتها كل ما قد يثير إعجاب الرب،
لا أدري لِمَ توقفت عند أيقونة
وناديت اسمي
حين تعبت من ملاحقة القطط والملائكة؟
كلما ارتكبت حماقة
أختبئ في أدغال قصيدة وأبكي
كما يرثي الغزال سوء حظ الذئب
الذي تكبد كل هذه المشقة من أجل فريسة سهلة
كانت تحب الموت على طريقته.
أغني في تجاويف عظام عصفور
كلما خذلني صوتي
نسج عنكبوت مظلته في حنجرتي
سقط غبار
رماد أحبة
وريش كلمات دامية،
لماذا نحتفي بالأبدية إلى هذا الحد
وخوذة تحفظنا من الشمس الثقيلة
والبيض المقذوف والطماطم،
جمهوري الوحيد
قطة تتثاءب
ودُمّى من ندف قطن الجراحات الفاشلة.
4-
وحدي
لا أنام
إلا وأترك قطيع ذئاب يحرس مخاوفي
وشاة تتلوى فوق نيران جوعي
قدمتها قربانًا أبديًا لأربح سكينًا مقدّسة.
أنام جيدًا
لأن كلّ مسيح مصلوب على شجرة
ومازالت بعض العصافير لا يخافون الموت.
وحين أتفقد أرقي
أجد أنني عبرت الحائط نفسه مرتين
دون أن أسرق جثتي وأهرب.
استيقظ عبر جسدي الموحش
أطارد رعشة المسامير
في قاع جمجمتي
ولا أفتقد أحدًا.
لا لست إضاءة خافتة لجريمة
ولا فستانًا استسلم لعاصفة تقبيل،
لا ساعة يد جربت أن تكون نافذة
ولا وسادة عائمة فوق وساوس قنديل،
لا نشوة معبأة في تنهد
ولا عتمة تستريح في مفكرة جيب؛
قدمي اليسرى فقط
غريبة بعض الشيء
يلزمها يومًا كاملًا حتى تعود من ثقوب جورب قديم.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى