هاني الغريب (هاني أبو مصطفى) - يومٌ إليك..

في أيِّ زاويةٍ هواكَ رماني
وبأيِّ كأسٍ مُحتواكَ سقاني

يومٌ إليكَ وآخرٌ لحبيبتي
يا واحدًا لكن بشكلٍ ثاني

مالي أُطيعُك مرّةً وبمرّةٍ
أُخرى أرى الطاعاتِ في عصياني

أما النهارُ فعابدٌ لا كِذْبَ في
عملي وأما الليلُ كالشيطانِ

أنا لم أخُنْك
مع النساءِ فأنت تعرفُني
وإن أكثرتُ بالنسوانِ

ألقيتَ في ذاتي ودادَك باطنًا
وبظاهري ترمي عليّ هواني

المذنبون العاشقون أحبّتي
أوَ لم تقُل هذا بعظمِ لساني

هل هذهِ الأُنثى التُريدُ تعودُ بي
أتعودُ فيكَ لكي بها أنساني

أمْ أنتَ تجعلُني أدورُ تخبُّطًا
حتى أراكَ بلحظةِ الدّورانِ

الجسمُ حين خلعتَ عنها ثوبَها
جسمي أيُعقلُ أنتما جسمانِ

والروحُ حين أعدتها لمكانِها
بعدَ الخرُوجِ كأنها بمكاني

حتى الفساتينُ المُثيرةُ أصبحت
أحلى بكثرتِها من الألوانِ

دعني أُقبّلُها ومنكَ غريزتي
فعسى لِمُخْتَلِفَين يتّفقانِ

فعسى أنامُ بحضنِها لتكونَ لي
وحدي وأركبُها رُكوبَ حصاني

فقهُ الهوى عندي محلُّ قيامتي
أنا في الصراطِ أدَقُّ من ميزاني

البارُ أقربُ لي فيا مَن لم يذُق
طعمي ويرفضُ لو رجعتُ يراني

أتظنُّ أني قد نسيتُ برامجي
لا ياصديقي مانسيتُ رهاني

يومٌ إليكَ نعم كذلك أشتهي
ولها وبعدكما إلى هذياني

لكَ في ضميري ذكرياتٌ جمّةٌ
لم تجتمع أبدًا على خُسرانِ

فجّرتَ في عقلي القصائدَ كُلَّها
كيف امتلأتَ أعدْ لهم ديواني

امنح وجوديَ ما اختفى عن أخوتي
العُشّاقِ واستبدل بها أحزاني

أرسلتني موسى الزمان لسيدي
فرعون مُذ أغرقتَ فيهِ كياني

وأتيتَ بالثعبانِ يا تلكَ العصا
لاتُخبري أحدًا عن الثُّعبانِ

في أُمّةٍ جهلتَ صباحَ مشاعري
أحرجتُها يومَ انقلبتُ أغاني

ضاق التصوّرُ عندهم لم يكشفوا
سرّي وكانت فُسحتي كُفْراني

أنا كالسعوديين في تجديدِهم
لبلادِهم وكقائدٍ إيراني

النخلُ يشهدُ أنّ فلّاحي دمي
وهُناك ٱلافٌ من القيعانِ

وهربتُ عن حُرّاسِهم فاستوطنوا
غدرًا أليستْ قاتلي أوطاني

سجّانُ يُوسفَ لم يزل سجّاني
خُذ كُلَّ ما تحتاجُ من قُمصانِ

خُذ إن أردتَ نبوّتي ومنامَها
وأعد إليّ براءةَ الإخوانِ

أتعبتني يكفيكَ هذا مطمحٌ
أعمى وتلكَ الريحُ دون ضمانِ

حيثُ اكتُشفتُ فلن أُساومَ غاصبًا
للأرضِ لولا الأرضُ أين بياني

وإليك لو لم تقتنع خُذ فارسي
عوضًا وشَرْطي أن تُعيدَ جباني

يومٌ إليك كما وعدتُك لاتخف
مني ويومٌ للعراقِ الآني

حتى على هذا الخرابِ قبلتُهُ
وقبلتُ ما يجري بلا وجدانِ

قلبي كوجهِ عروسةٍ زخرفتُهُ
ولبستُ بين صحابتي فُستاني

وجلستُ كالملكِ العظيمِ ليشهدوا
قَدْري وكُلُّ قصائدي غِلماني

قالوا فتنتَ الجنَّ قُلتُ وإن يكن
سأُهينُهُم كي يصبحوا أعواني

كي يخدموا وطني الجريحَ ويصنعوا
ما سوف يأمُرُهم بهِ بُرهاني

هذا التفاني حضرةٌ في أدمُعي
تعبتْ عيوني أيها المُتفاني

بغدادُ لو تدرين كم أحرجتُهم
فالكونُ محفوظٌ من الطيشانِ

طيرانُهم أدنى مكانًا دائمًا
حاشاهُ يُصبحُ مثلما طَيَراني

تلك الفتاةُ جميلةٌ يا سيدي
مالو تحوّلتِ الحياةُ تهاني

مالو تحوّلتِ النسائمُ دُميةً
بيدي وكنتُ كحبّةِ الرُّمانِ

في الأُمنياتِ وجدتُ خرزةَ ساحر ٍ
أعمالُهُ كالنارِ في البُركانِ

يومٌ إليك وآخرٌ أوقفتُهُ
أنا والدموعُ معابرٌ ومباني

أصبحتُ مثلَ العبد لم أعتد على
حُرّيتي لمّا افتقدتُ أواني

الآن أرجعُ منكَ فيكَ إليكَ لا
هذا ولا هذا الذي يغشاني

في قريةِ التُّفاحِ أكرهُ آدمي
وأُريدُ من حواء أن ترعاني

وبيوم ينسدلُ الظّلامُ تجرُّني
لسريرِها وتموتُ في أحضاني

هاني أبو مصطفى

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى