أريج محمد أحمد - أصوات وقصائد...

أسمعُ همسَ البحرِ
يُناجي وحدتَه في آخرِ الليل
ويمدُ موجهُ يحتضنُ أوجاعَه ُ
يدسُها في خاطرِ الأبدية
قصيدة مِن ظمأ ...
أسمعُ حديثَ النجمةِ لمرآتها
تُعد نفسها مع الغروبِ عروساً
ترتدي الضوءَ تُطفيء السوادَ لمعةً إثر أُخرى
ولا يأتي الشاعرُ
تكتبُ نفسَها نصاً على هامشِ الوعد
قصيدة مِن خيانة ...
أسمعُ جِدال الأحلام
في رأسِ السُّهارى فلا هُم ناموا
ولا باتت أحلامهم على وسائدِ الأمل
تتجرعُ كأساً مِن صخبٍ
يعلو ضجيجُه كلما تربعَ الصّمتُ
على فراشِ الليل
قصيدة مِن أرق ...
أسمعُ لهفةَ العُشاقِ
في تثني الرّيحٍ أمام النوافذِ المُغلقةِ
تُنشدُ لحناً يلجُ مواطنَ النشوةِ
فتهبُ الذكرى
قصيدة مِن تحت الرّماد ...
أسمعُك جيداً
في الصباحات
التي تركنُ لشربِ القهوة على شُرفتي
في الليلات
التي تُعلقُ ظلامَها على ضفائري
في الكلمات
التي تُتقنُ الإرتعاش على شفتي
في اللغةِ
التي تُزهِرُ على خاصرةِ وجعي
في صمتِ الحروف
وصقيعِ العبارات
هل جربت أن تنام
عارياً مِن دِفئي
بعيداً عن كوني فيك وكونك فيّ
خارجاً عن مداري مُتشبثاً بخُرافةِ الأرض
أنا امرأة انتقلَ وادي عبقر واستقر أسفل سريرها
لا أحتاج فِنجانَ قهوة أو كأسَ عرق
لأغمس ريشتي فترسمُ النصَ
مُترنحاً مِن سُكرة البوح
ناطقاً بِلُغةِ الجُّرح
هل جربت أن تسمعني أيها
السّاكنُ الصّاخبُ
العاقلُ المجنونُ
الهاديءُ العاصفُ
الضّاحكُ الباكي
الواضحُ الغامضُ
النّاطقُ الأخرسُ
اللينُ القاسي
يكفي فقط
أن أنظرني في ارتباكِك
أن أقرأني في حركةِ يديك
تلك الحيرة تكفي
لأكتُب لك بمدادٍ لا ينفد
على البحرِ
سِفراً مِن ارتواء
على النجمةِ
سِفراً مِن وفاء
على الأحلامِ
سِفراً مِن أمل ...

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى