مبارك وساط - أحلامٌ تُهدهد أزهاراً

ككلِّ مساء، يرى الطُّيور المراهقة
تتملَّى صُوَرَها
في مَرايا البحر، ونصالَ
الشَّمسِ تحْتزُّ أعناق سُحُبٍ
في هيئة ذئاب
يرى السَّاعات الرَّتيبة
تأكلُ قمحَ عينيه
يَذْكر أنَّه كلَّما قطع أنهار
النّوم الشَّاسعة
في سفينة الأجداد
استيقظَ في غابة تضجُّ
بهديل طفولته المُرصَّعة بالنَّيازك
بزئير شجرة أكاسيا
لها رأسُ نمر عجوز
كانت قدماه تمضيان
على أسلاك الوجد الشائكة
يداه تتلمّسان جذورَ الغواية
وكانت النَّار الفتيّة
تحنو على جبين الثلوج
حين أضاءت الطّرائد ليلَ
الغرباء بقناديلِ دمها
بدأتْ أحلامُه تُهدهد أزهاراً
تَيْنَع سرّاً
في حَدقات المروج.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى