عندما كنت اخرج مسرعا من القسم وأنتظر صافرة المدرسة المفزعة على أحر من الجمر ، لم يكن ذلك بدافع الملل او التكاسل في واجباتي المدرسية ولا موقف سلبي من معلمي او لداتي ، بل كنت اسارع الخروج لاصل في اسرع وقت ممكن الى بيتنا البعيد في الجبل لأعتني بأختي المصابة بمرض نادر أفقدها القدرة على الحركة وحتى على شرب الماء أو رد أي خطر قد يداهمها حتى الباعوض لا تقدر على رده .
أختي التي ماتت أمي وهي تلدها وبسبب تعامل القابلات القرويات تعرضت الصغيرة الى كسور واصابات كانت سببا في جميع امراضها واعاقتها ... اختي المسكينة التي اذكر ان القابلات كن يرضعنها بالتناوب بعد موت أمي وهن يرددن كنوع من التكفير على الذنب :
الحمدالله بقت هي حية ... طفلة مزهارة منعناها بالسيف ... الي خلى النبات ما مات .
دون أن يعلمن ان سبب بكاء اختي هو كسورها واصاباتها العديدة في الصدر والذراعان والساقين ... وليس الجوع أو نقص الحليب ....
أبي كان يقوم الفجر غاضبا يتوضأ ويصلي صلاة لم أعثر عليها في جميع الشرائع ... كان ياخذ الماء للوضوء وبين المضمضة والاستنشاق كان يتجشا بعنف ويصدر من فمه صوتا يقاوم به برد الماء وبرودة الطقس ولا ضر أن سب أو شتم أو تفوه بكلمة تكون دائما مشفوعة باستغفار واستعواذ من الشيطان الرجيم .
قبل أن يضع فأسه ومطرقته على كتفه ويقصد المحجر في قمة الجبل ليقتلع الحجارة ويسويها ويرصفها في أكداس كل حسب حجمه ويجمع الحصى في اكداس اخرى ليعود عند المساء منهكا وخائر القوى ذابل الوجه جاحظ العينين مقطب الحاجبين دائما ... يعلو وجهه غضب الاهي فرض صمتا وخوفا في البيت الجبلي وأعطاه هيبة تربكنا جميعا وتعسر التواصل معه .
أخي الاصغر مني تكفلت به خالتي واختي الاصغر منه تكفل به عمي وبقيت أنا واختي المسكينة التي رفضها الجميع بتعلة انها وجه نحس ومشومة ولا تحمل فأل الخير في ناصيتها والا لما ماتت امي وهي تلدها .
هذه الحقيقة التي أخفاها الجميع ... حتى أبي كان يتشائم من صباحها وصوتها ... ورغم ذلك كنت أحبها .
انا أحبها بشكل لا يصدق ... ربما لأنها ما تبقى من أمي هكذا تقول عمتي الشمطاء التي كانت كلما تزورنا لا تقبلها ولا تتكلم معها ولا تسالها حاجتها فقط تقول أنني أحبها لأنني كنت متعلقا بأمي وهي من رائحتها .
مع الأيام تأكدت أن عمتي الشمطاء وأهلي جميعا وحتى أبي لم يستطيعوا فهم الرابط بيننا لانني احبها دون سبب .
أختي التي ماتت أمي وهي تلدها وبسبب تعامل القابلات القرويات تعرضت الصغيرة الى كسور واصابات كانت سببا في جميع امراضها واعاقتها ... اختي المسكينة التي اذكر ان القابلات كن يرضعنها بالتناوب بعد موت أمي وهن يرددن كنوع من التكفير على الذنب :
الحمدالله بقت هي حية ... طفلة مزهارة منعناها بالسيف ... الي خلى النبات ما مات .
دون أن يعلمن ان سبب بكاء اختي هو كسورها واصاباتها العديدة في الصدر والذراعان والساقين ... وليس الجوع أو نقص الحليب ....
أبي كان يقوم الفجر غاضبا يتوضأ ويصلي صلاة لم أعثر عليها في جميع الشرائع ... كان ياخذ الماء للوضوء وبين المضمضة والاستنشاق كان يتجشا بعنف ويصدر من فمه صوتا يقاوم به برد الماء وبرودة الطقس ولا ضر أن سب أو شتم أو تفوه بكلمة تكون دائما مشفوعة باستغفار واستعواذ من الشيطان الرجيم .
قبل أن يضع فأسه ومطرقته على كتفه ويقصد المحجر في قمة الجبل ليقتلع الحجارة ويسويها ويرصفها في أكداس كل حسب حجمه ويجمع الحصى في اكداس اخرى ليعود عند المساء منهكا وخائر القوى ذابل الوجه جاحظ العينين مقطب الحاجبين دائما ... يعلو وجهه غضب الاهي فرض صمتا وخوفا في البيت الجبلي وأعطاه هيبة تربكنا جميعا وتعسر التواصل معه .
أخي الاصغر مني تكفلت به خالتي واختي الاصغر منه تكفل به عمي وبقيت أنا واختي المسكينة التي رفضها الجميع بتعلة انها وجه نحس ومشومة ولا تحمل فأل الخير في ناصيتها والا لما ماتت امي وهي تلدها .
هذه الحقيقة التي أخفاها الجميع ... حتى أبي كان يتشائم من صباحها وصوتها ... ورغم ذلك كنت أحبها .
انا أحبها بشكل لا يصدق ... ربما لأنها ما تبقى من أمي هكذا تقول عمتي الشمطاء التي كانت كلما تزورنا لا تقبلها ولا تتكلم معها ولا تسالها حاجتها فقط تقول أنني أحبها لأنني كنت متعلقا بأمي وهي من رائحتها .
مع الأيام تأكدت أن عمتي الشمطاء وأهلي جميعا وحتى أبي لم يستطيعوا فهم الرابط بيننا لانني احبها دون سبب .