ميشال سعادة - هِبَةُ اللَّه

عَينَاكِ نَوَرَانٌ
هِبَةُ اللَّهِ
هَالَةٌ صُوفِيَّةٌ
حَلَّاجٌ يُحَدِّقُ فِيهِمَا
لَم تَلِدْهُ أمُّهُ بَعدُ
أَينَ أَنتِ ؟
إِلامَ تَنظُرُ عَينَاكِ البَهِيَّتَانِ ؟
إِقرَئِي بَعضًا مِن فَيضِهِمَا عَلَيَّ
إِقرَئِي بِاسمِ رَبِّكِ الذي كَوَّنَكِ
‏مِن نَارٍ
‏مِن نُورْ
إِقرَئِي فِي كَفَّيْهِ
ما صَنَعَتْ يَدَاهُ
فِي رُؤُوسِ أَصَابِعِكِ
صَوغُ أَبجَدِيَّةٍ ثَانِيَة
صَدِّقِينِي –
قِرَاءَتُكِ صَعبَةُ المَنَالِ
‏صَعبٌ جَمَالُكِ الآسِرُ
وَصَعبَةٌ مَعَانِيكِ
وَالأَحَاجِي المُغلَقَهْ
أَين أَنتِ يا زَنبَقَةَ المَاءِ
يَا شَيطَانَةَ الأَدغَالِ
‏وَعَرُوسَ القَمَرْ
‏عَلَى أَرَاجِيح التِّلالِ
في لَيَالِي السَّمَرْ ؟
أَظُنُّكِ فِي صَمتِكِ الحَاكِي
‏تَقُولِينَ مَا لَم يَقُلْهُ شَاعِرٌ
وَأَنّ انْحِنَاءَةَ رَأسِكِ انْعِطَافُ شَمسٍ
كَي يُورِقَ الحَجَرُ
وَأنَّ هُدُوءًا صَادِقًا مُرعِبًا
يُكَلِّلُكِ كَضَوءِ قَمَرٍ نَسِيَ شَالَهُ
‏مَرمِيًّا عَلَى كَتِفَيكِ
أَسدَلتِ عَلَيْهِ بَرَاءَةً
كَهَمسِ عَينَيكِ اللَّتَينِ
فِي اتِّسَاعِهِمَا يَرتَاحُ نَاظِرٌ
مِن عِبْءِ أوهَامِهِ
بِاللَّهِ عَلَيكِ
قُولِي لِجَفنَيكِ أنْ يَفُكَّا أَسرَ
هَذَا الكَونِ الوَسِيعِ ..
سُبحَانَكِ ما أَبهَاكِ
مُبَارَكَةٌ أَنتِ بَينَ النِّسَاءِ
مُبَارَكٌ هَذَا الهُدُوءُ الصَّامِتُ
‏وَهَذَا الصَّفَاءُ يَتَهَدَى ضِيَاءً
يَا ذَاتَ العُيُونِ الآسِرَهْ
لكِنَّ رَجَاءً لِي
وَحِيدًا –
هلَّا ابتَسَمَتِ ابتِسَامَةً وَاحِدَةً
فَيَرتَعِشَ الحَجَرْ ؟!
تَعَبٌ .. تَعَبٌ .. تَعَبْ
فِي عَينَيكِ حُنُوٌّ وَعَتَبْ
فِيهِمَا حَنَانُ عَوَّادٍ لأحلامِ عُودِهِ
فِيهِمَا شَرَرْ
وَأنَا التَّعِبُ
مِن شِدَّةِ النَّظَرْ
وَأَنَا يَا أَنَا –
يَا رِضَاكِ
لا كانَ شِعرِيَ لَولاكِ
وَلَا .....
لَا كانَ مَاسٌ وَلا ذَهَبُ
عَينَاكِ .. عَينَاكِ
يا نَفحَةَ الطِّيبِ هِلِّي
وَانسَكِبْ يَا ضَوءُ
وَارقُصْ يَا لَهَبْ
عَينَاكِ .. عَينَاكِ
لَا قَبلَهُمَا
لَا بَعدَهُمَا
كانَ شِعرٌ أَو طَرَبْ
عَينَاكِ عَينَاكِ
يا سَمَاحَهُمَا !
إِلتِفَاتَةٌ مِنكِ يَرتَعِشُ الغُصنُ
‏كَما عُصفُورٌ للتَوِّ غَادَرَهُ
وَآلامُ هَذِي الأَرضِ تَنحَسِرْ

ميشال سعادة

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى