عمر حمش - حانوتي

منذ أربعين سنة؛ لم يحدث له هذا.
ألحد المئات، لكن كهذا لم ير؟!
كان يسند كل ميت على جنبه الأيمن، ثم يفك الأربطة. ويكشف الغطاء؛ ليغادر.
كانت تنفرد تحته جباه.
أو تلتوي شفاه ساخرة.
وحتى قد تغمز له عين، ثم ترتخي.
فيدقّ قلبه، وترتعش ساقاه.
دفن كبارا، وصغارا، جثثا اكتملت، وأخرى تقطعت.
رقب لحظة كل ميت، ولم يحدّث عما رأى من الأسرار، أو ما منح من الكرامات.
لكن كهذا؟!
هذا الميت كان دوما بهرول بأسماله، ليعود؛ ينكفيء على عتبة بيت الصفيح.
كان يبيت على الطوى، ويقعي لاهثا كما الكلب الجريح.
أرخي رأسه .. فك أربطته، ثم كشف عن وجهه
- وقد نوي طرح السلام - عندما قام الرأس، وانفرج الفم، وعبر أسنان متباعدة؛ اهتز اللسان، وجرى صليل الزغردة.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى