عمر حمش العائد

عند العصرِ؛ اعتلى - السقالة، ألقى آخر كيسِ اسمنتٍ فوق الأكداس، ثمّ هرول مغبرا، حتى جاء فَرشةَ كوخِه الوحيدة، فرمى جسده، ثم غرق في سبات.
لكنه سرعان ما قفز، ثم سقط، من بعد أن قصف الطرقُ بابه المتآكل .. ارتجف؛ حتى اهتز .. فمه المعقوف تقدم ظهره .. هَمس:
- مِ .. ين؟
كاد الباب يطير، فترنح على عظمِ ساقين نخرهما الرعب.
- مِ .. ين؟
وجاء صوتُ جارِه:
- أنا.
كان ذياكَ الغائب من بعد سنين؛ فتعاظم رعبُه، وتذكّر يوم رفع أحدهم مثل خشبةٍ تشهرُ ذراعين، وتفتح ساقين، وزأر، قبل أن يضربَ الجسدَ الدائر، بالتراب.
لم يدرِ إن كان جذعه خطا، أم زحف، فإذا ما رفعت كفاه المزلاج؛ كان جاره يُشرعُ جسدَه، وينثرُ شعره، ويمدُّ ذراعا، ويفردُ كفا، ويحدقُ، ليتمتم:
أعطني سيجارة يا جار.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى