ميشال سعادة - دمعَةٌ على خَدِّ شُبَّاكِنَا

لَهَا ..
كي لا يَغفُوَ الإنْتِظَار
لو تَسقُطُ دَمعَةٌ مِن عَينَيكِ
على خَدِّ شُبَّاكِنَا
لانتَعَشَتْ حُقُولُ الوَردِ
في زَمَنِ الصَّحرَاءْ ..
لو أنَا أَمسِ
أنَا اليَومَ
لسَقَطَتْ صِيَغُ المُثَنَّى والجَمعِ
في عَالَمِ النِّسَاءْ ..
لَو أنَا الحَقِيقَةُ
أَو أَكادُ
لَوَجَدتُكِ عَاشِقَةً
مَعشُوقَةً ..
لَو أنَا اللُّغةُ
لانتَحَرَتْ حُرُوفٌ .. أَصوَاتٌ
إشَارَاتٌ
وَرَأَيتُني سَاجِدًا
في هَيكَلِ إيقاعاتِكِ الجَسَدِيِّة
أُفَتِّشُ في أَمَارَاتِ وَجهِكِ
عَن مَلاكٍ هَبَطَ ماءَ عَينَيكِ
أنتَظرُ وِلادَةَ طُقُوسِ الحُبِّ
في هَيكَلِ البِدَايَات ..
لَو رَحَلتِ
ذَهَبتِ
هَجَرتِ
كَرِهتِ
أَنتِ لَو صَدَدتِ
حُبِّي لكِ
لو حَبَبتِ
قَسَوتِ
في بيتِ قَلبي مِنَ الغَيرَةِ
ما يَكفِي
وإنْ حَلَّ بي عَوَزٌ
أبتاع غَيرَةً من عَنَاقِيدِ الدَّاليَة
من عُيُونِ الأطفالِ
من أيادٍ متلهِّفَةٍ خائِفَة
من خُصُلاتِ شَعرِكِ
من شَوقٍ يَأتِي
وَلا يَأتِي ..
لو حَبَبتِ
قَسَوتِ .. اقتَرِبِي
ابتَعِدِي .. انوجِدي
ضِيعِي في التِّيهِ
أنا انتِظارٌ على الدُّرُوبِ
على المَفَارِقِ
وَالمُنعَطَفَاتْ
على أكتافِ الدَّمعِ الطَيِّبِ
على حَفَافِي البَسَمَاتْ ..
لو أنَا الزَّمَانُ
وأنتِ الأرضُ
لَهَبَطَتْ نَيَازكُ تَستَجدِي
بَهاءَكِ النَوَّار
لو أنا الصَّيفُ والشِّتاءُ
أنتِ رَبيعٌ دَائمٌ
زَهرَةٌ نَادِرَهْ ..
لو أنا الزَّمَانُ
أنتِ رابِعُ المَوَاسِمِ
ضَوءُ العِطرِ
رَائِحَةُ الكَلَامْ ..
لو أنتِ أنا
وأنا بعضُ أنتِ
لامتِلأَتْ دَفاتِري
ونبَتَتْ في حديقَتِنا
مَوَاسِمُ الحُبِّ ..
لو أنتِ أنتِ
أنا حَوَاسُكِ الخَمسُ
والسَّادِسَةُ تنتَظِرُ على البَاب ..
لو أنا الشَّكلُ
أنتِ المُحتَوى
أنتِ الصَّوتُ
ولَونُ الغِنَاءْ ..
لو مَوعِدٌ أنا
فِرَاقٌ
لِقَاءٌ
أو غِيَابْ
سَلي النَّوارِسَ تقرأُ مَوجَ البَحرِ
سُنُونُوَّةٌ وَاحِدةٌ تُعلِنُ الرَّبيع
نجْمٌ يَدُلُّ المَجُوسَ
على المَغارَهْ ..
لو لَم نَكُنْ
يا زَهرَةَ الأُقْحُوان
كيفَ كانَ أَنْ نَكونَ
جميعَ هذي المُتَناقِضَات ؟!

ميشال سعادة
4شباط 2019




تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى