شريف محيي الدين إبراهيم - الجرو والجميلة

بحث الجرو وسار كثيراً!!
كانت البيوت العالية تحجب عنه ضوء شمس الظهيرة، وكانت الفتاة صغيرة رشيقة، جميلة تطل من النافذة المواجهة، وشاب وسيم يحمل باقة زهور ويملأ الشارع غناء وضجيجا ،وكانت القطة ذات العيون الرمادية تموء برقة خلف أحد صناديق القمامة...
التفت الجرو إليها...
نظرت إليه في دهشة مشوبة بالخوف...
لمحت الفتاة الموقف من النافذة...
أدارت المذياع ولبثت ساكنة.
انبعثت الموسيقى رقيقة حالمة...
لمعت في عيني القطة دمعة صغيرة.
جذب الجرو رغيف خبز، ووضعه أمام القطة.
ضحك الشاب... أشار إلى الفتاة إشارة خفية.
كان الشرطي ضخم الجثة، ذا كرش منتفخ يتحرك على الرصيف المواجه.
وكانت السيدة العجوز تنادي الفتاة أن تغلق المذياع.
وكان الجرو ينظر إلى القطة وهي تلتهم الخبز، وقد جعل ذيله يهتز في سعادة بالغة.

أغلقت العجوز المذياع...
صاح الشرطي في الجرو... أخرج هراوة صغيرة.
صفعت العجوز الفتاة الجميلة... سقطت الزهور من يد الشاب الوسيم... ماءت القطة في فزع... كورت جسدها... كشرت عن أنيابها.
أغلقت العجوز النافذة في عنف.
هوي الشرطي بالهرواة فوق رأس الجرو... تراجع في دهشة مذعورا... اصطدم بصندوق القمامة... تبعثرت محتوياته وولت القطة هاربة.

انسحب الشاب الوسيم في صمت وهو ينظر خلسة إلى الجرو الذي سقطت دماؤه على الأرض مختلطة بالزهور والقمامة والخبز.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى