عمر حمش - عادة

-يا شفيق، تعال خذ أختك شفيقة.
يهرولُ شفيق إلى الشرفة، ويصيح على أخته التي خلف الشرفة المقابلة:
- يا شفيقة، تعالي خذي زوجك.
ولا تظهر شفيقة.
رضوان يأتي تحت شرفة شفيق كما القدر، يقف في الزقاق بساقين دقيقتين في نصف سروال فضفاض، مبقّع بالألوان، يقف؛ ليحملقَ بعينين داميتين، في رأسٍٍ نحيلٍ كأنه يقطينة، ويشهرُ كفّا كأنها كفّ أرنب.
- انزل يا شفيق، خذ أختك شفيقة.
يطلّ شفيق، و - كالعادة- لا تطلّ شفيقة، التي تظلّ على أريكتها؛ تبتسم، وهي تتمطي.
ويطلّ الجيران، بعضهم يقهقه، وبعضهم يلعن.
-يا شفيق تعال؛ خذ أختك شفيقة.
ويلقي شفيق من فوق السيجارة التي تهوي، ثم تنزلق إلى التراب، وينثني الجذع، وتهبط البوصتان، وكفّ الأرنب تنقبض ..
يشعل رضوان، يسحب النفس الأوّل .. يهدأ .. يختفي .. يختفي الجيران من الشرفات، وفي غرفتها؛ تتمطى شفيقة على أريكتها، وهي تمارسُ الابتسام.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى