قصة ايروتيكة روان نور يونس - القُبلة الأولى

" ما هو تصوركِ عن القُبلة الأولى؟ هل تتخيلين مشهدا معينا لها؟" سألتها، حبيبتي عذراء الشفتين عاهرة القلب: " هل تشعرين بطعمها الممزوج مع ريقك العذب؟ هل ترتفع درجة حرارتك لتلك الفكرة؟"
- حبيبتي: لا.. لا احبها.
- انا: لماذا؟
- حبيبتي: لا أعرف! اتصور بأنها لن تكون بهذه الروعة التي يصفونها في القصص والروايات الحالمة!
- انا باستغراب: ان لم تكن القبلة امرا رائعا فما الذي سيكون؟ خاصة اول قبلة مع من تحبين ستعيش في الذاكرة الى الابد، ستكون بمثابة غرزك لراية النصر على ارض قاتلتِ من اجلها مطولا.

انه بعبع المجتمع المتحفظ الغبي الذي يجعلنا خائفين من (سرقة) قبلة ممن نحب بل وحتى في الخيال، فيتولد لنا تصورا بانها ستكون خائبة تترك ندبة من الذنب في الذاكرة ما حيينا وكأنها أول جريمة قتل نلطخ بها شفاهنا! ستكون كطعم سيجارة محترقة دُخنِت على وجه السرعة لئلا يكشفنا احد، مجرد شعور ارتكاب غلطة تمزق بكارة الاعراف التي تربينا عليها. اقول سرقة –رغم اقراري بلذة الفعل- الا انني اعتبره حقا مشروعا لكل عاشق بل لكل انسان يجب اخذه لا سرقته امام اعين هذا المجتمع الغبي الداعر بازدواجيته المريضة.
لا اصدق بانه توجد فتاة لم ترسم في مخيلتها ولو على الجدار قرب وسادتها مشهدا خفيا للقبلة الأولى، مشهدا تؤديه في احلامها الجنسية وتصوره كل يوم من زاوية مختلفة وبطعم مختلف مع تغير الفصول الأربعة، مشهد تؤثثه رائحة الرغبة؛ رائحة الأناناس، وحرارة ترتفع حدّ الاشتعال كلما تحسست نفسها مصاحبا لصوت تأوهاتها المكتومة غيضا ولو انطلقت عالية لثار كل ما حولها من جماد ولامسته الحياة ولو لثوانٍ معدودة مشحونة النشوة، النشوة التي تتنفسها الصعداء كي تمدد هذه الثواني لأطول لذة ممكنة.
اذن، انها سرقة مشروعة أليس كذلك؟
بكفيّ هاذين الذين أشعر بكل خفقة من قلبي المتركز فيهما بهذه اللحظة، أمسك بوجهِكِ الذي يعتليه الخجل والخوف والرغبة الى حد ما في تمزيق بكارة عباءة عفة المجتمع وتذوق حقِك الطبيعي المشروع مني. اخيرا... ارفع وجهكِ إليّ كي يتسنى لي اقتناص عينيكِ وخديّكِ وسائر وجهكِ بنظرة واحدة وصولا الى هدفي، شفتيكِ المرتجفتين وانتِ تقاومين رغبة فتحمها، تزميّن عليهما: " يا لكِ من مُحاربة شهيّة" قلت لنفسي وأنا أتحسس بابهامي شفتكِ السفلى لأهيئكِ نفسيا للحظة انقضاضي عليهما، لكنني سأصدمكِ يا حبيبتي فلن يكون انقضاضي بهذه القوة او العنف الذي تتخيلين، سأكتفي بلثمهما بين شفتيّ برقة وعذوبة لا تمتد لخمسين جزءا من الثانية، لثمة سطحية لم تبلل شفتيك بريقي بل اكتفت بتخدير اعصاب شفتكِ السفلى التي ارتخت ذابلة متدليّة للاسفل. بسرعة خاطفة اتراجع قليلا، تجذبني انفاسك الملتهبة التي تنّم عن عطشٍ رهيب انتابكِ. أدفع منقضّة هذه المرة بلساني وشفتي داخل فمِك فأرتشف ما يطفيء نار عطشينا معاً قدر استطاعتي، قدر ما اوتيت من نفسٍ طويلٍ حبسته للغوص في عسلِ ريقكِ الشهي حدّ الجشع! تعتّم جميع المناطق في عقلي الا منطقة تومضُ بعبارة " ما اشهى شعور انزلاق لسانين على بعض في محاولة للاحتضان" العبارة التي ستوشم في ذاكرتي الى الأبد. لم أعد أدري ايهما يود القبض على الآخر لسانكِ أم شفتاي اللتان ترتشتفان ريقكِ بشهيّة ترعبني حدّ تخيّل نفسي كائنا شرسا ينهش لحم فريسته!
"لا توجد افضل من بيئة فمِك الرطب الناعم الشهيِ رَحما لقصائدي" فكرتُ في لنفسي.
ثوانٍ لا تود عدّها تشعر فيها بنبضات كهربائية تسري بسائر جسدّك مخلّفة حريقا هائجا في كل نقطة تخلّفها بعد سريانها، وكثيرا كثيرا من التخدير اللذيذ. غير مبالٍ للعالم حولك ولو احترق، ولو انقلب رأسا على عقب لأنك الآن معزولٌ عنه باجمعه في حيّزٍ حجمه (بين شفتين... بين شفتيكِ). استنفذتُ آخر انفاسي الآن ولعلّكِ فقدت الشعور بجسِدك كمن أطفأ لكِ نظامكِ لقلّة الأوكسجين. لا تقلقي سيكون انسحابي بروعة انقضاضي اذ يجب أن أسحب جزءا منكِ معي كطفلٍ يرفض ترك والدته حين يبعدونه عنا فيسحب ثوبها معه يشّده اليه كلما ابتعد. انهي لحظات انصهاري في فمِك بانسحابي وأنا امتّص لسانكِ معي خارجه مرتشفة آخر قطرة بآخر جزءٍ من الثانية بمنتهى الجشع.
تفتحين عينيكِ بعد انتهاء مشهد القُبلة الأولى الذي ساعدتكِ على تخيّله، " هل تشعرين بها الآن؟" أسأل حبيبتي فتجيبني بسؤال: " هل تحبينها لهذه الدرجة؟"
- انا: من؟
- حبيبتي: تلك التي وصفتِ قُبلتكِ معا الآن بكل دقة ورغبة.
- انا: اموت فيها حبا، وكم اتمنى لو اكون اول قبلة لها... رغم انها لا تحبها ولا تتخيلها بالروعة التي يصفونها في القصص والروايات الحالمة!
- حبيبتي باستغباء ماكر: من هي؟
- انا: انها انتِ.

.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى