هشام حربي - نعزف ماترى .

حين انتبهنا كان لون الصمت يقطر بهجةً وتكاد تصبغه السماءُ ، وزرقةُ الصمتِ امتدادٌ مالَ فيه الدفءُ نحو الوقت يملؤه ، و يفتحُ كل درجات اشتعال اللون ، كيف أضمها فيفيض ماء البحر فوق أصابعى وأكاد أضغط فى ارتجافاتى مفاتيح " البيانو" كى يناظر صرخة النشوان ، تملؤنى إضاءاتُ النجومِ الخافتاتُ ، وأحتسي منها قليلاً ربما يغريكِ ضوءٌ خافتٌ بالمشى تحتَ تلاوةِ الأمطارِ ، هذا الليل يعرف كيف يبدو عاشقان ليجمع الأمطار والقيثار والأنسام ، موسيقاه يضبطها ليسمح باشتعال الهمسِ ، كنتُ أقول : للأمطار ترتيلٌ يعادل فى القداسة نبض قلبك وهو يعزف ، يعزفان على خيوط الليل ، أضبط خطوتى ليمر صمتى من خلال تقطُّع الأنفاس مابعد اللهاث ، يظلُ صوت شفاهنا يعدو على قوس الكمان ، أعيد آنية الزمان ، بهمسنا ينساب نورٌ، ربما يغريه صمتكِ بالإجابات التى سألته عنها الشمس واحتجبت تُغَيّر وقتها
حين انتبهنا كان وجه الليل مسروراً يغرد بالإجابة ، تهمسين فتسقط الشهب الصغيرة ، والبدايات التى قارنتها بالعطر قالت عند موج البحر ماباحت به الأمطار للبحر ، المسافة لم تزل تنهار ، كيف يذوب هذا الماء رغم الشوق فى تلك المياه ، وكيف يبدأ عازفا ترتيله والموج يُنشد همسنا ، يابحر قد جئناك ليلاً بالقيامة ، نرفع الفرحَ الذى فى همسِنا والصمتِ ، نعزف ماترى.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى