ميشال سعادة - شُعُورِيَ الآنَ

أُفَكِّرُ أحيَانًا _
أَنَّ كِتَابَاتِي دُونَ طَائِلٍ
‏لكِنِّي أعرِفُ أنَّهَا صَدِيقَةٌ
‏مُنذُ نُعُومَةِ أَظَافِرِي
‏كانَتِ المَحَبَّةُ
بَدءًا _
‏تُحَفِّزُنِي
‏ثُمَّ إلى الحُبِّ تَعَرَّفتُ
‏فَازدَدتُ تَعَلُّقًا بِالفَرَاشِ الذي
‏ظَنَنتُهُ يُشبِهُنِي ‏مِن زَهرَةٍ
الى زَهرَةٍ
‏ولا يَحُطُّ الرِّحَالَ
‏ما كنتُ أَشتَهِي إلَا حَرَكاتِهِ التي
لا تَعرِفُ وِجهَةً
‏كأنَّ الأرضَ لا تَتَّسِعُ لِهَدهَدِاتِهِ
‏وَلا لِمَسَاحَاتٍ تَضِيقُ في ظَنَّهِ
‏لكِنِّي _
لَطَالَمَا رَغِبتُ بامرَأةٍ بَعيدَةٍ
مِنْ شَعرِهَا يَهدُلُ المَاءُ
‏من عُنُقِهَا يَسِيلُ الحِبرُ ..
شُعُورِيَ الآنَ _
‏أَنِّي مَسكُونٌ ما بينَ أَبعَدَ من الأرضِ
والسَّمَاءِ
‏وأنِّي أَبحَثُ عن أِبجَدِيَّةِ الصَّمتِ
‏حَيثُ نَوعٌ آخَرُ مِنَ المَعَانِي
‏ظَنًّا أَنَّ امرَأةً / إلهَةً ‏تَقرَأُ خُيوطَ فَجرِي
‏ولا تَقتَرِبُ من سَرِيرِي
‏تَضَعُ كُلَّ صَبَاحٍ رِسَالةً
تَحتَ وِسادَتِي التي
‏وَحدَهَا _
تَقرَأُ طَالَعِي
‏وَعِشقًا أُكابِدُهُ يَقتَاتُ الغُبَارَ
وَأَعشَابَ الصَّحرَاءِ
‏ويَشرَبُ رَملَ الفَيَافِي
‏ما كُنتُ أَحسَبُنِي أَحيَا إِلَّا
‏في هَياكِلِ الحُرُوفِ
‏مُكتُفِيًا بامرَأَةٍ مِرآتِي
‏رَأَتْ إلى الجُنُونِ دِينًا
‏الى التِّيهِ اختِلَافًا يُؤَجِّجُ المَشَاعِرَ
يُزكِي قَلَقًا يَتَبَرعَمُ ‏على أغصَانِ الخَيرَةِ
‏أقُولُ فِي سِرِّي _
‏تَدَفَّقْ أيُّهَا الأُفُقُ كي تَصِلَ
‏وَلَو عَلَى جَنَاحِ الإرجَاءِ
تُبَلِّلُ هَذَا الغَصَصَ ‏وَإنْ قَاتِلِي
فَهُوَ عِلَّةُ التَّكوِينِ
‏أَنتَ أيُّهَا القَوسُ القُزَحُ
‏إِحمِلهَا وَانحَنِ أكثَرَ فَاكثَرَ
‏وَامللأْ بِهَا أَغصَانَ عُيُونِي
‏إلى مَائِدَتِي أَعشَابٌ بَرِّيَةٌ تَسِدُّ جُوعِي
‏وَمَاءٌ من عَينِ الجَبَلِ ‏يَسِيلُ كَأَحلامِنَا
وَأَنتِ يا امرَأَة
‏ماذَا أقُولُ لكِ ؟
‏في جُعبَتِي أَشعَارٌ لَكِ مَنذُورَةٌ
‏مَا أسعَدَ عُيُونِي فِي زَمَنِ فَرَاغٍ
أَنتِ مَلأتِهِ
‏فلا عَنكِ يُلهِينِي لَاهٍ
‏وَحِينَ تَعَانَقَتِ الأَحلامُ
على شُرفَةِ القَمَرِ
‏جَمَعَتنَا دَائِرَةٌ
‏في طَوَافِهَا طِفنَا رَقصًا
يَجِيءُ
‏لا ينتَهِي إلَّا عَلَى ضِفَافِ شَهوَةٍ
‏إن ماتَتْ لِحِينٍ
‏عَادَتْ أََحيَانًا إلى الحَيَاةِ ..
أَنتَ ..
أَنتَ أيُّهَا التَّارِيخُ
‏تَوَقَّفْ هُنَا ..
‏لَن يَتعَبَ مِن حُبٍّ
‏مَنْ بِهِ شَوقٌ دُونَ عَتَبٍ ..



صَباحَ الثلاثاء ميشال سعادة 25/2/2020

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى