تهامة رشيد - لن أقول له شيئا

و
كم أكره أن اسأله : لمَ لم تعد نارك متقدة
كما في السابق ، يا
حبيبي ؟

في السابق
لم تجترح المعجزات ، لتكسر قلبي
لم تجد أنني لا أجيد فعل شيء ( سوى الكتابة والقراءة )
في السابق كنت تراني نجمة ، أو
شمعة تضيء ليلك
الطويل .

اليوم
تجدني أمّاً لأطفالك
ولا تجد بأنني أجيد التربية بطبيعة الحال ، كما أنني
لا أرى جيدا بعينين ذابلتين ، و
رؤية مشوّشة .

يتصاعد غضبك وتشتمَ وجعي صارخا :
_ صدّقنا بأنكِّ فقدتِ حاسّة الشّم ، ولكن ألا تبصرين ؟

ثم
تحصي لي هفواتي
كي أستريح حقا على وسادة محشوة ( بتلك الاخطاء ) التي
تشاطرت بجمعها طوال النهار في ضيعتك
كي تثقلني
و
عند المساء
تريدني أن أعدّ لك نفسي ، كما في السابق
حين كنت تفول لي : احبك وسع الكون .

اجد هذا مضحكا للغاية الآن
بعد ان تناسيت كلمة أحبك ، وابقيت على وسع الكون
وكما لو انك لم تعد تدرك بان الكون لا يتسع
الا بالحب .

لم تعد كلماتك مغرية
ولم تعد قادرا على اغراني بالكلام كي أبقى معك
وكما لو أن الكون برمته قد ضاق ، وكدت مرارا وتكرارا
ان امسك هاتفي كي أصرخ ، وأنا أكلمك :
_ دعني وشأني .

لكن
يأتيني صوتك المتجاهل لأزمتنا
و
أهمس لك : كيفك، ؟
وتربت بصوتك القلق على المي وتقول لي : انا بخير
و
نعيد ترتيب الأولويات كما في كل مرة
مشاكل الاولاد ، وتدبير المال اللازم للعيش ، وصنع المكدوس والمربى ، وقطف البامياء واللوبياء ، وأسترسل انا بإخبارك عن يومي في الدوام وعن الإزعاجات التي تحفظها
لكنك تسمع لي كما في السابق ، كما في كل مرة
نتحدث فيها ، على
الهاتف .

عند اللقاء
لا أستطيع ان اكون كما لو كنا نتحدث على الهاتف
و
كم تبدو شبيها بقطتي
حين تظهر مخالبها الدفينة ، فاستدعي خيالاتي القلقة
وانا اتكور على نفسي ، ثم
أنام .

حبيبي
أين انت ، لا أراك !؟
أبحث عنك حين استيقظ ، ولا اجدك
وكما لو انك غادرت ، ولم تعد
راغبا بالعودة .

يبدو
بأننا نوشك على الانفصال ، وكما لو أننا لم نعد قادرين على المتابعة معا ، وكما لو اننا لم نعد قادرين على ترميم كل تلك الانكسارات ، لكن قل لي لماذا اشعر بان ما سياتي لاحقا سيكون اكثر جمالا

اريدك ان تعلم
بان ماكتبته كان حوارا مع نفسي
لم يكن حوارا بيننا .

لك
اقول وداعا
ليس اكثر .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى