محمد السلاموني - قصائد- أكثر مما ينبغى لمَيِّت

/ أحتاج إلى نظرة أخرى دون أن يكون هناك من ينظر
لذا تكتَّمتُ كثيرا على موتى ؛ الذى كان هناك على الدوام ...
فقبل أن أنزلق أخيرا
وأندمج بالليل
كنت أبدو مأهولا بجثث شاردة
تتعاقب كنسيان
أنغرس فيه
حتى أننى كنت أُمَثِّل نفسى
وأبدو كشخص آخر يشبهنى لم يزل يحيا .
/ مت كثيرا ؛ أكثر مما ينبغى لميت
وبما يفوق طاقة الموت على ملء جثتى بالقبور ...
وها هى يدى تنتحب على يدى الأخرى فى القبر الآخر ،
وفمى على أذنى وأذنى على دمى ودمى على أوردتى وأوردتى على عينىّ...
أمَّا (أنا)
فلم يكن لى سوى أن أمر صامتا .
/ فى المرة الأخيرة التى رأيته فيها
كان مَيِّتا جدا ؛ دون أن يقول ذلك صراحة
ولم يكن باستطاعتى أن أدرك الأمر تماما فى حينه
ذلك أننى كنت منشغلا كعادتى
بتلك التى تنام فى خرائب قلبى
بينما أتدَلَّى من نفسى كجثة أخيرة .
/ أٌشبه غيبوبة لا تنتهى ...
كأننى عابر فى سياق عابر .
ياللجنون ، أروى معى طوال الوقت
ثم أتركنى فى غرفة ضائعة
وأرقص
فى وحدتى
بينما أكتب ، كى أصنع من نفسى نسخا أخرى .
/ قمر مختبئ فى شتاء بعيد
راهنت عليه بالموسيقى التى أضاءت أصابعى
فى الغرفة
حيث كنت وحدى مع الظلال
أغنى
كى تصحو الحدائق حين أركض ...
/ ربما كنت مسرفا فى كونى هاربا من جثتى
ربما كنت هاربا من كونى مسرفا فى جثتى
هذا ما أخبرتها به عندما سألتنى ...
: ما الموت ؟ ...

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى