قصة ايروتيكة إبراهيم فرغلي - جين..تونيك!

ورحت اتأمل بروفيلها الأيمن محاطا بشعرها البني الناعم المنسدل خلف ظهرها وهي تقف أمام النافذة المفتوحة تحدق بالأفق، وقد عبقت الشقة برائحة التبغ القادمة عبر مصنع السجائر المتاخم.

بدت قدماها المنمنمتان النحيلتان اللتان تنتعلان الشبشب الأزرق المكتوب عليه كلمة (SPORT) كقدمي طفلة، بينما اصطخبت الغرفة بصوت "ويتني هيوستن" الملائكي تغني أغنيتنا I Will Always Love You، وحينما انتهت الأغنية قلت لها:

القهوة يا جميل

نظرت إلي وهي تغمغم:

لأ مش عاوزة قهوة دلوقت..تعالى.

وضعت كوب القهوة على المكتب الخشبي المجاور للباب وتوجهت اليها بعد أن أغلقت النافذة. احتضنتها فضمت نفسها إلي باستكانة. خلعت الشبشب ووقفت بقدميها الحافيتين فوق قدمي لنرقص بهدوء شديد على أنغام أغنية هيوستن I Have Nothing ، ثم إنني بدأت أتحرك بها كأننا جسد واحد

Share my life..

Take me from where I am

أمسكت رأسي بكلتا يديها معتمدة على ذراعي اللذين احاطا بظهرها وهي تحدق بعيني فيما تألقت عيناها السوداوان الصغيرتان القلقتان ببريق مثير.

Take my love
I'll never ask for too much
Just further you are
And everything you do
ضممتها إلى صدري برفق وكأنني أحاول الرد على ما تقوله لي عبر الأغنية:
Cause I have nothing.. Nothing
If I don't have you

قالت لي بهمس: حاسة إني دايخة.. عايزه أنام.

سالتها: مش هتشربي القهوة؟

لأ، عايزة أنام.

****

في "الكوفي شوب" الواقع بجوار المدخل الذي يقود لبهو فندق "سميراميس" اخترنا ركنا متاخما للنوافذ الشاهقة المطلة على النيل. طلبت من النادل المبتسم "جين تونيك"، فقالت مبتسمة:

اطلب لي حاجة بس تكون خفيفة.

طلبت لها Screw Driver، وفور أن أحضر النادل ما طلبنا، وضعت قدرا من التونيك في الكأس الذي،التقطته بسرعة، وأخذت تتشمم رائحته بنشوة قبل أن ترشف منه رشفة أعقبتها بجرعات متعاقبة. فقلت لها مستنكرا:

إيه؟ فيه إيه يا حاجة؟ ده غدار .

فردت بابتسامة: دا ريحته حلوة قوي. خد انت اشرب عصير البرتقان اللي انت طلبتهولي.

كنت أحكي لها عن صديقي الذي انتفض راكضا باتجاه مياه البحر على شاطئ "رأس البر" في برد ديسمبر القارس، الساعة الرابعة فجرا، عاريا ليبحث عني في أعماق البحر، ظانا، بفعل هلاوس الخمر، أنني تعرضت للغرق، فأغرقت في الضحك بطفولية . إلا أنها لم تستطع التوقف عن الضحك الهيستيري حتى خروجنا من المكان وهي تستند على ذراعي محاولة كتمان الضحك بلا جدوى.

التفت حولي وقلت لها بتوتر:

إمسكي نفسك شوية يا ماما.

نظرت لي مبتسمة وقد التمعت عيناها بالدموع قبل أن تنتابها مرة أخرى حالة الضحك الهيستيري:

مش قادرة..تعال نروح عندك البيت.. أحسن لو أبويا شافني كده هيطردني بره البيت.

****

عندما استيقظت طلبت القهوة فأعددتها لها بسرعة، وجلست أمامها على الفراش أحدق بملامح وجهها الدقيقة الأليفة. جذبت السيجارة من بين شفتي وهي تبتسم. عندما انتهت من تناول قهوتها اقتربت مني بابتسامتها الشبقة، فأقبلت عليها محتضنا إياها برغبة، قبل أن نغيب في قبة شهوانية طويلة. التقطت مذاق القهوة على لسانها. وراحت تزوم، إلا أنها وعلى غير العادة لم تمارس خدشها الهستيري لظهري بأظافرها المقببة الأنيقة حتى وأنا أقبل ثدييها الكاعبين الخمريين الصيرين، بعد أن خلعت "السوتيان" . لكنها باغتتني بغرز أظافرها في ردفي بشراسة فور أن امتصصت إحدى حلمتيها الورديتين الناعمتين الطافيتين على ثدأتين بنفس اللون والملاسة، ما جعلني، أطلق آهة قوية رغما عني. وبعدها بدأت فاصل الخدش الهستيري لظهري، فيما تتأود مطلقة آهات شبقة وهتافات لاهثة. ثم أتاني صوتها هامسا ومتهدجا:

لو عاوز يا بيبي.. ماعنديش مانع.

تخيلت إيلاجها فيما استدعى ذهني فورا كلماتها عن الليلة الأولى والطقوس الأسطورية التي تعتنقها حولها. كنت أعرف تقلباتها المزاجية، ولو أفقدتها عذريتها الآن فأعرف أنها ستقلب الدنيا على رأسي. تمنيت أن أكون سكرانا لأطرد مخاوفي التافهة هذه. لكن ذهني اليقظ منعني من الاستجابة لها. اكتفيت بالمداعبات الظاهرية، لبظرها الناتئ المتصالب، لكنها كانت على ما يبدو كانت قد بلغت حدا من الشهوة جعل رغبتها في أوجها. وباغتتني لذتي، فيما كانت هي لا تزال في ذروة تقلص شهوتها.

باغتتني في اللحظة التالية بإمساكي بعنف، وتماسكت لوهلة ثم نزعت يديها، ولكني بفعل ارتباك اللحظة وجدتني أبلغ ذروتي بلا قدرة لي على المقاومة، بينما انقلبت على جنبها وهي تتكور وتقرب ركبتيها من بطنها وتصرخ في ألم. وراحت بعدها تبكي كطفلة.

****

حين قررت أن تفيق من نشوتها عادت إلى الدنيا شاحبة، وجهها مصفر، وعينيها ترتسم فيهما نظرة تجمع الرثاء بالألم وبنوع من العداء المبطن تجاهي. رفضت كل محاولاتي لتهدئتها أو لمسها. لم تنطق بحرف طوال الطريق الى بيتها. فقط اكتفت بابتسامة شاحبة رسمتها بعناية قبل أن أودعها.

في الصباح اتصلت بها لأطمأن عليها فأتاني صوتها حملا بنبرة سخرية : صباحية مباركة يا حبيبي!

****

بعد شهر من هذا الاتصال، عقب محاولات فاشلة متصلة للقائها فوجئت بصديقتنا المشتركة تتصل بي لتعلمني بخطوبتها.

اتصلت بها فورا، وردت على غيلر العادة. عاتبتها بغضب المجانين فيما اكاد لا أصدق، لكنها ردت علي بهدوء شديد:

ما انا كنت بين اييك يا حبيبي تقدر تعمل اللي انت عاوزه وما عملتش حاجة!

انتابتني غصة كهذه التي تلاحقني الآن، وأنا أقود السيارة، تجاورني الصديقة المشتركة التي كانت تدعوني بتلذذ مريب لمشاهدة الثياب الداخلية التي اشترتها لتوها هدية لحبيبتي بعد زواجها وهي تقول وبنبرة بدت لي غريبة بعض الشئ:

"لما عِرِفتْ إنني هاشتري الحاجات دي قالت لي آخدك معايا علشان انت عارف مقاسها كويس!

رسمت ابتسامة بلهاء فيما شعرت بتقلص عضلات وجهي بالرغم مني محاولا استدعاء مشاهد ليلتنا الأخيرة معا، واتجهت يدي تلقائيا صوب الراديو لأرفع الصوت إلى أقصاه في محاولة لقمع الأصوات التي أخذت تصطخب في أعماقي تدريجيا.

........................

.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى