من الشاعر محمد عبده بوزوبع إلى مصطفى معروفي

دار بيني و بين الشاعر المرحوم محمد عبده بوزبع نقاش نقدي على صفحة البيان الأدبي،وبما أنني كنت على أهبةالسفر خارج الوطن و أردت أن يتواصل النقاش عبر المراسلة فقد ذهبت إلى مقر جريدة البيان(الآن أصبحت بيان اليوم/ لسان حزب التقدم والاشتراكية المغربي)رفقة أحد الزجالين المغاربة وتسلمت عنوان المرحوم من صديقي العزيز الشاعر المغربي الكبير أحمد هناوي الذي كان يشرف على الصفحة الأدبية للجريدة آنذاك،و قمت بمراسلة المرحوم فرد علي بالرسالة الآتية و توالت مراسلاتنا بعد ذلك:
فاس ــ طريق موزار
درب الملازم عياش
بوزوبع محمد عبده
ــــــ
الصديق المحترم معروفي مصطفى
تحية أخوية
وبعد،
يسعدني أن أكتب إليك هذه الرسالة ـ و إن كانت على عجل ـ لأنقل إليك تحياتي وتقديري الأخويين على هذه المبادرة الحسنة والتي أرجو أن تستمر لخدمة قضايانا المشتركة.
وإني آمل جدا جدا أن نصل إلى نقطة الاتصال،وثق أيها الأخ،أن ما جرى على صفحات البيان الأدبي لم يكن أبدا "صداما" بل نقدا ونقدا ذاتيا،والذي يجب أن يكون دليلنا في كل خطوة نخطوها،كما آمل أن أن أصل و إياك إلى نقطة الارتكاز،،،ودائما في إطار النقد و النقد الذاتي،،،و سأكون سعيدا أن أتمم النقاش معك،وإن لم يكن على صفحات البيان الأدبي.
وإلى اللقاء
ورحلة سعيدة.
فاس 3 ــ 10 ــ 1978
التوقيع.
****
إشارة :
في معجم البابطين لشعراء العربية ،وفي الصفحة الخاصة بسيرة الشاعر محمد عبده بوزوبع تمت الإشارة إلى كلمة كتبتها في حق الشاعر بجريدة البيان الثقافي (جريدة قائمة بذاتها وليست ملحقا ثقافيا كما بين لي الصديق المشرف عليها)هي بمثابة تأبين له:
- مصطفى معروفي: محمد عبده بوزوبع ورقة سقطت من شجرة الشعر - صحيفة البيان الثقافي - 6 أغسطس 1992.
كما تمت الإشارة إلى مقال كتبه المرحوم في الصفحة الأدبية للبيان بعنوان:
«ما جاء في باب أخلاقية النقد» - جريدة البيان - 21 من أغسطس 1978 يرد فيه على أحد مقالاتي في الجريدة المذكورة.
  • Like
التفاعلات: نقوس المهدي

تعليقات

تحية طيبة اخي السي مصطفى معروفي، وشكرا كثيرا على مشاركتنا هذه الرسالة المهمة لشاعر مغربي يكاد ان يكون غير معروف لدى غالبية المتأدبين المغاربة، شاعر طواه القدر وهو بعد في ميعة شبابه، لم يتجاوز ثمانية وثلاثين سنة، وجاهد كثيرا من اجل ان يحيا برغم معاناته من مضاعفات صحية، رسالة مفعمة بالاسئلة عن الهم الأدبي، وهو لا شك مثقل بالزخم والفوران الثقافي ونوعية المجلات والمنشورات الاديبة والفكرية، والتقلبات السياسية والوعي الطبقي والصراع المحتدم بين الفكر الحر الطلائعي لمثقف يريد الانعتاق والتحرر من ربقة القمع وغطرسة النظام المتحجر الرجعي، السائد في ذلك العقد وما ادراك ما السبعيمات.. حيث انه من لم يعش في السنينات والسبعينات فلا كأنه عاش ولا راى ..

مودتي
 
تحية طيبة لك السي المهدي
المرحوم كان شعلة أدبية يقرض الشعر بطريقة ناضجة بعيدة عن البسترة و الكلشيهيات ،وقد نحت اسمه بيننا نحن الشباب آنذاك بأريحية عالية .
كان الجو الغالب على القصيدة آنذاك هو الهتاف لكن المرحوم حاول في نصوصه أن يكون شاعر ا هامسا ،همه إرضاء الشعر فقط.وأتذكر أنه في الفترة نشر قصيدة بعنوان"بوركتِ من زهور برية "في مجلة "اقلام"التي كانت مجلة محترمة و تحفل بأسماء وازنة في مجال الفكر و الأدب،وهو شيء كان يعتبر إنجازا عالي القيمة وقتئذ.
وقد حصل لي الشرف أنني تعرفت عليه عن قرب فدخلت منزله وجالست أسرته ،وخرجت مقتنعا أن الفقيد يعيش في أسرة مثقفة و واعية.
أقول في تلك الفترة كان الأدباء الشباب هم الحماسة نفسها ،وكان النقاش حول قضية أو كتاب أو قصيدة يطول ويطول سواءعلى صفحات جريدة أو في مقهى ،و أستحضر الآن صديقي العزيز المرحوم السي المهدي الودغيري و صديقي العزيز الدكتور عبد الرحيم جيران و الدكتور سعيد يقطين و المرحوم القاص محمد جبران و الصحفي عبد الرحيم التوراني (وقتها كان يكتب الشعر معنا رفقة محمد بهجاجي ومحمد صدوقي في الصفحة الثقافية "على الطريق" بجريدة المحرر) ومحمد الصابر وصلاح بوسريف والقائمة تبدأ لكي لا تنتهي.
إنه الزمن الجميل للثقافة وكل شيء كان له مذاق.
محبات وارفات مولانا.
 
التعديل الأخير:
أعلى