مصطفى معروفي - قِراب مذنّب هالي

بالأمس
وأعني الأمس الراكض ما بين بياض الشارع
وتثاؤب أغصان الكالبتوسِ
غفوت قليلا
والمطر الصاهل تلعب حولي الريح به
فرأيت الأمبراطور التاريخيّ
يحارب ديكا
ويهبّ إلى الحوش ليصنع منه سروالا
وعلى مقربة منه
حقل وفراشات تتعرى،
كانت أغنية المطر الصاهل ناعمة
تتساقط دولارات
والجزء الطالع من بين حشاها أقنعني
يرثي زنجيا مات بإحدى الإقطاعيات
رأيت كذاك مذنّبَ هالي
حياني بيديه
معه كان ملاك بمزاجين
ونشّاب يعكس نصف مروءته
وقراب
فيه دسّ شكاوى الفقراء
و أسماء الأرض جميعا،
ومذنب هالي يضحك طورا من أذنيه
وطورا يسعل في وجه الريح
إلى أن غاب وصاحبه
استيقظت فألفيتُ
قفاي اتحدت بالكبريت
ووجهي صار سماء من شجر
آنئذ
كنت تذكرت بأني عن نزق البنزين
وعن نزوات الخضر وزيت الزيتون
كتبت مقالا
ورميتُ به عمدا
بقراب مذنّب هالي.
ــــــ
مسك الختام:
عيناك مرفآن للقالق الجميلةْ
أما الرموش فيهما
فأيكة تجيش بالضفائر الظليلة.










  • Like
التفاعلات: نقوس المهدي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى