حسام عربي فراج - البنت التي أحبها سمراء

البنت التي أحبها
سمراء
النيل يجري
في انحناءات جسدها الثائر
الفائر المهتز المحتد الممتد
من أول إشراقة فجر فرعوني
حتي آخر حرف عربي
في ليل عيوني
ترقص علي نغمة عود تركي
البنت التي أحبها
تسكن في رنة أزميل في حجر
يخلق وردة يسقيها من روحي
يكسوها بالأخضر الحاني
يضخ في شراينها الأحمر القاني
فتخرج من بين يديه
تهرول نحوي فتخترق الحجب
وتسقط في كالشهب
بطعم النار والبارود
البنت التي أحبها
صادقة كالمرآة قاتلة ككلمة
من فم بندقية
كقصيدة تغطي عري الانتظار
علي حافة الشفق
وهو يمسك بيد النهار
علي أرصفة العتمة
فيشرق الفجر من بين أهدابها
البنت التي أحبها
إني أحبها حتى الغناء
إنها اختلاج الخنجر في لحم القصيدة
إنها عودة المجاز من بلاده البعيدة
إنها عفوية النبيذ في العناقيد
إنها امتلاء الحناجر بالبكاء
البنت التى أحبها
تنظر كل ليلة من شرفتها
فترش علي الأنجم الألق
وتتقلب بين عيوني
فتهب الهدي للحدق
وإذا نظر الحسن إليها
صاح هاتفا جل من خلق
البنت التي أحبها
تدس يدها في قصيدتي
فانطق
وتميط اللثام عن روحها
فتجعل الشمس تشرق
وإذا اقتربت من الشط
تمنى البحر فيها أن يغرق
البنت التي أحبها
تخضب قلبي بحناء كفيها
سنبلة تنبت في حلوق الفقراء
تصب الري في فم الجداول
تلقي الدفء علي أزقة الصقيع
تحقن البهجة في أوردة الشقاء
البنت التي أحبها
تجتاحني كل ليل
كجحافل خيل سومريه
ثم تذهب تضرب خيامها
في المنطقة الوسطى
ما بين العتمة والنور
فلا هي غائمة
ولا تأتي بين أكف الحضور
البنت التى أحبها
جمر في قلوب العاشقين
ثلج في راحتي
صراخ علي امتداد شوارع الصمت
همس في دمي
تسرج صوتها لأبجديتي
فتتعانق الأرواح على بساط البوح
فينعتق الأريج من فم الوردة
فنمتزج ولا نمتزج
ونتذوق الموت بطعم الحياة
البنت التي أحبها
هي الأولى والأولى
والأنسية والجنية والسحرية والأبدية
والبعيدة والقريبة
والجميلة والجريئة والخائفة
والخضراء والصحراء
البنت التي احبها
سمراء

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى