هشام حربى - تجلس كى تفوح ..

من قال إن الكف كالعصفور إن أبعدتَه سيعود يسكن في المجاز ، فها هي الأصواتُ تبدأ صمتها بتعدد المعني إذا قامت تصلي ، هاهي الأنوار تحفر نهرها وتعيد نسج جناحها من منبت الكفين ، ثم تصبُ قدرتَها على الطيران في كل الخلايا ،هل ستنشرُ عطرها إن مسها ألم يطرز وجهها ، وتقول للأرض التي جفت ، يعود الزهرُ بالألم الذى اكتملت شكايته ، ليسأل هامساً بالله ، من في الأرض يكتب شمس عينيك التي في الليل تشرق ؟ من سيفتح من هنا باب السماء ؟ يقول سوف تطيرُ إن خففتَ قلبك من علاقات التراتب والرؤى ، وتركت للأسباب طائرها الذى أغراك في تغريده ، فقطعت كل علاقة بالأرض ، كان السير يربط قلبك المهموم في بعض الأماكنِ ، فارتفعتَ بشهقة الألم ، المرايا لا ترى نقصاً لترفع من قصاصات المعاجم مفردات السعي من قدمٍ ومن خطوٍ، لتكتب صورة الطيران ، من غير اهتمامٍ سوف تنبت بسمةٌ في القلب ، هل عاينت موضعك الذى ستطير منه ؟ وهل تركتَ غوايةَ الأسبابِ ، قلبك قد رأى نوراً فأنت تُميل رأسَك ، قد يراك الراصدون مُنكساً وبريق عينك نافذٌ ، فصرفتَ كل النور في المعنى ، وقلتَ سيًشرقُ الحجر الذى ستحلُ فيه ، ويزدهى بنداوة اللغة ، الكتابة صرخة الأزميل وهو يشكل الحقوين والصدر الذى قد فاض من فرط الحنين ، وتسقط القطع التي امتلأت بنورك كالنيازك ، ثم تنفخ من جلال النور بالمعنى وتجلس كي تفوح

...................................
هشام حربى
.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى