محمد الكلابي - في المزاح كثير من الحقائق

مقولة اطلقها الكاتب المصري الكبير نجيب محفوظ، تكاد تكون حقيقة .
قد يكشف المزاح الكثير من خفايا النفوس ، وما تضمره القلوب ، فبذريعة المزاح يمرر البعض ما تكنه دواخلهم من عقد نفسية او كراهية او ربما حب.
ظاهرة دس السم بالعسل عن طريق المزاح ، تنتشر بالاوساط المليئة بالعقد النفسية، فهناك من يعتقد ان الناس لا ينتبهون لعقده ، فهو يحاول تمرير خلجاته النفسية المريضة من خلال المزاح ويرمي بسهامه نحوهم.
او يقول كلمة حق وهو يريد الباطل
وحين ينتبه مجالسوه ، تنكشف الحقيقة و يظهر أن من يمازحهم بالكلمات المنمقة ، شخص كاذب ومتملق ، يخشى على مصالحه لذلك هو مستمر في المجاملة .
و نحن كبشر نمتلك طبيعة النقد فطرياً ، فالنقد ينجينا من التلون ، فلا مكان الشخص المتلون في مجتمع ناقد بصدق وحريص على الحب ..
نحتاج في النقد الى الشجاعة والحرأة في مواجهة المتلونين والكذابين والمخادعين ، فهو اخر سهل ان صدقت النوايا.
ففي النهاية لا شيء يجبرنا على شخص كذاب أو منافق متملق لا شخصية لديه لا يعرف ذاته، فليس هناك قوة باستطاعتها ان ترغمنا على صديق من هذا النوع أو حبيبة مخادعة ، و حبيب كاذب .
هذه الانواع من البشر السالفة الذكر لا حاجة لنا بهم ولا حاجة لخوض نقاش معهم لمعالجة عقدهم النفسية فهم دوغمائيين ويرون انهم على صواب والاخرين على خطأ ، لذلك الحظر ضروري لهؤلاء ، ومهما كانت مكانة الشخص في حياتك تخلى عنه حين يحيد عن الأستقامة.
تمسك بمبادءك فالمنطق يقول ( أفعل الصح وليس الواجب ).
فالحياة و الزمن يميلان للعلاقات الاجتماعية الهشة والروابط الرخوة.
فلا اهمية لمن يؤذيك ، فليس في عصر السرعة سلحفاة تسلط عليها الأضواء ويهتم الناس بها والأرنب الذي خسر السباق هو أفضل منها الآن لا تهتم للناس ماذا تقول المهم أن تنظر أنت وتقرر ، الأرنب أفضل فهو لا وقت لديه لمراعاة شيء ولو عاد السباق مجدداً سيخسر ولو عاد ألف مرة سيخسر أيضاً ولكن منطقياً يبقى أسرع وأفضل . فكن أفضل حتى ولو خسرت ولا تأثر عليك العاطفة وتسامح مرة ومرتين يكفي ثلاثة تعني إنك غبي ك.
وعش حياتك على مسافة واحدة من البشر فالبعيد لن يعرف عنك شيء القريب هو من يعرفك وتصلك يده . ونحن ليس بحاجة لصوفي أو فيلسوف غربي ليخبرنا بما علينا فعله نحن نرى والرؤية هي أعظم ما خلق الله ففيها تستطيع تحديد الكثير من الأمور ويكفي علم النفس يعتمد عليها بشكل كبير من أجل التحليل العيش مكروه من قبل عدد لا بأس به من قبل فلاسفة العامة خير من العيش وأنت أبله ومن يقرأ كثيراً يعرف البشر أفضل فليس وجود القراءة من أجل المتعة وتحسين عقلك فأنت بحاجة لتشذيب العاطفة وإبقاء الأمور المهمة منها والنفس أصعب من العقل لذلك ركز في قراءتك عليها والكذاب يعرف من اللقاء الأول فلا تشغل بالك به كثيراً .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى