أحمد سعيد - كأنه حي

إنه ميت الآن، خلا جسده من كل حركة، فترت من نفسه كل الأحاسيس الدنيوية، حاول في النزع الاخير قبل أن تغادر الروح جسده أن يتخذ هيئة وقورة تتناسب مع الشخصية التي كان يحاول تقمصها طوال سنوات عمره القصيرة، فعقد ذراعيه فوق صدره بشكل أقرب للمومياوات الفرعونية، وحاول أن يغلق كلتا عينيه ولكن الوقت لم يسعفه إلا ليغلق واحدة فقط وبقيت الثانية نصف مفتوحة، وعندما فقد السيطرة علي عضلات عنقه مالت رأسه إلي اليمين بزاوية حادة سهلت لشفتيه المضمومتين ان تنسلخ عن عضهما علي عكس ماكان يخطط، قبل أن يهوي فكه السفلي بوزنه الطبيعي عن مثيله العلوي ليترك في فمه انفراجة صغيرة أحس منها بتيارات من الهواء البارد تدخل لتصل من سقف حلقه الي حنجرته وتدور لتمس لسانه الجاف الذي شرع في التصلب.
كميت حديث كان يشعر بالحنق من عدم تمكنه من اتخاذ وضع مناسب له كجثة، كان قد خطط في الثانية الاخيرة لوفاته أن يتخذ هيئة النائم، ولكن سرعته لم تسعفه لايهم فهو لم يحقق أي شيء أراده في حياته كي يحققه الآن لحظة وفاته.
من عينه نصف المفتوحة كان يري المنبه بجوار سريره يشير الي ساعة وفاته في الثالثة والثلث صباحا، مايزال الوقت مبكرا حتي يكتشف أحد جثته، ربما لو توفي ست ساعات قبل ذلك لكانت أمه قد اكتشفت موته وجاءت لتسهر وتبكي بجوار جسده طوال الليل، ولجري أخوته لاستخراج تصريح الدفن ليلحق صلاة الظهر، ويكون لديهم مزيد من الوقت لإبلاغ كل أصدقائه بالنبأ المفجع ليتركوا أشغالهم وأعمالهم ليسيروا معه رحلته الاخيرة الي القبر.
أما الآن فعليه الانتظار حتي يفتقده أحدهم ويحاول الاتصال به علي هاتفه المحمول أويدق باب شقته.
حاول أن يتنفس كما اعتاد، ولكن رئتيه كفتا عن العمل منذ فترة وتحولتا الي كيسين من الصلب، لم يعتد بعد حياة الميت هذه، تذكر ألم صدره الذي استيقظ عليه منذ قليل في ذروته، تذكر كيف تمني القليل من الماء ليطفيء النار التي اشتعلت في قلبه ، وقسي الألم عليه بشدة وعنف، وتعاظم أكثر وأكثر، اعتقد أنه سيخبو بعد قليل مثل المرة السابقة، وعندما شعر بكيان أثيري ينسحب من جسده بدءا من أسفل ساقيه الي أعلي رأسه، عرف أنه يموت الآن، حاول أن يتخذ هيئة الجثة التي يتمناها، والمضحك أن محاولته شتتها فكرة حاجته لسيجارة أخيرة يستقبل بها الموت.
الساعة الآن الخامسة صباحا ومايزال جسده قابعا في مكانه، جثة طرية بلا حراك، الهواء الذي يملأ حجرة نومه يشعر به وقد صار كيانا من الحديد المتجمد، ذراعاه نائمتان بتهدل علي صدره المتحجر، عينه نصف المفتوحة أصبحت زجاجية والتصقت بها حبيبات دقيقة كأنها ثلوج تراكمت علي نافذة قطبية في ليلة مطيرة، الحرارة انسحبت بهدوء من جسده وقريبا لن تبقي به درجة واحدة خاصة في هذه الليلة الشتوية الباردة وسيشعر بعموده الفقري يتثلج تدريجيا وجسده يتخشب وسيصعب عليهم تغسيل جسده في تخشبه الجديد.
عندما صارت الساعة السابعة صباحا كان كل مايراه من عينه نصف المفتوحة لونا ناصع البياض، فعلم أنه لم يعد امامه إلا الاعتماد علي حواسه الاخري لمعرفة مايجري حوله، أو ربما عليه أن يكتشف حواسا أخري من المفترض أن يكتسبها في هيئة الموت الجديدة، ولكن هل مايزال التقزز من الاحاسيس المقدر له الاحساس بها؟ لأن أول شيء شعر به عندما أحس بجسم صغير يتحرك فوق جفن عينه نصف المفتوحة لعلها ذبابة أوبعوضة أوحشرة صغيرة، كان يرغب في إزالتها من فوق جفنه ولكنه لم يملك سوي التفكير، أما التنفيذ فلم يعد لديه جهاز عصبي يتلقي أوامره ويهرع في تنفيذها علي الفور، ترك مجبرا الجسم الصغير يتحرك فوق جفنه ويصول ويجول كيفما يشاء، ثم ينتقل الي أماكن أخري علي وجهه فيما يشبه القفزات، وتوقف الجسم الصغير حتي شعر بدوي مختلف في أذنيه، طنين يختلف عن أي شيء سمع به، غير أنه كان من الذكاء ليستنتج سريعا أنه صوت المنبه يصرخ ليوقظه لموعد عمله في السابعة والنصف، غريبة حقا الاصوات التي يسمعها الاموات لها وقع مختلف، وقع حي.
لو كان حسن الحظ فسيستيقظ زميله في السكن من الحجرة المجاورة ويحاول ايقاظه ليسكت صوت المنبه وعندئذ سيكتشف وفاته، غير ذلك فسيصمت المنبه من تلقائه بعد فترة وسيكون عليه الانتظار للمساء عندما يعود زميل سكنه من عمله المتأخر، ليته لم يترك بيت والديه ليسكن في مكان اقرب لعمله، كي يوفر لنفسه فرصة للراحة وليجرب الحياة بعيدا عن والديه، بعد فترة سكت الطنين الغريب ولم يشعر بيد أحد تهزه لتوقظه، فعاود مرة أخري التأمل والبحث باحاسيسه حديثة العهد عن المكان الجديد فوق وجهه الذي يستقر عليه الجسم الصغير.
لوكان هذا الوجه المتيبس يستطيع التبسم لفعل، لو كانت الشفتان الشاحبتان المنفرجتان علي لسان متحجر تستطيع الضحك لضحك، عندما فكر انه لن يفتقد أحدا ممن عاش معهم ، لن يفتقد هذه الدنيا، نعم وهويموت كان يتشبث بكل ذرة فيها ولكنه الآن استراح من هذا التشبث الواهم الذي لم يعرف له سببا أكثرمن أنه يريده مثلما يريد الطفل شيئا ما، بل إنه استراح من الديون الكثيرة الكابسة علي صدره ويعمل مثل البغل الصغير من أجل سدادها، ديون وأقساط لأجهزة كهربية من أجل الزواج من امرأة لم يبحث عنها بعد، ومثلما استراحت قدماه من السير في الدروب الطويلة، استراح حيوانه بينهما بعد أن كان يؤرق نومه كل ليلة ويلح عليه في طلب امرأة.
عندما فكر وجد أن حياة الميت في الحقيقة ليست مخيفة كما يتخيل الناس، إنها حياة جميلة وبالتأكيد عندماسيراه بعضهم بعينه نصف المفتوحة وفمه المنفرج قليلا ورأسه المائل بزاوية حادة علي الوسادة سيخافون ويفزعون منه، ولكن كلهم يتمنون راحة العقل والروح التي ينعم بها الآن.
مابدأ يؤذيه هوصدي الصمت الذي يدب في أركان جمجمته كأن أصداء الفراغ اجتمعت في صدي متحد يركض في أنحاء جمجمته العظمية، كان يخيل له أحيانا أنها صرخات مبهمة تنبهه لشيء ما قد نسيه، وكان يخيل إليه أنها موسيقي عذبة لم يسمع مايماثلها من قبل طوال سنواته الثلاثين الماضية، ماكان يخيفه أن يتخيلها همهمات لكائنات لم يتصور وجودها قبل ذلك، إذا الميت يمكن أن يخاف، لم يزل هناك العديد من الاحاسيس والمشاعر المشتركة مع الاحياء.
مضي الوقت وهو يحاول تفسير مايسمع من صدي الصمت بدون أن يصل لنتيجة محددة، وانتهي نهارحار دق أثناءه هاتفه المحمول عدة مرات دون أن تسمعه أذناه اللتان توقفتا نهائيا عن التقاط أي ذبذبات دنيوية، كان سيفرح لو علم أن هناك من يفتقده ويحاول السؤال عنه، ولكنه كان سيفكر أيضا بغل أين كنتم عندما كنت حيا؟ مع محاولة أمه الاتصال به في المساء
حيا؟ مع محاولة أمه الاتصال به في المساء انقطعت الحياة عن بطارية المحمول وبقي بجواره ميتا مثله. لو قدر لجهاز الهاتف المحمول أن يتنفس لشم رائحة نتنة نفاذة تنبعث من الجثة الراقدة بجواره، تتعالي كل فترة الرائحة في موجات متصاعدة.انقطعت الحياة عن
بقي ميتا كما هو، صابرا، فلم يكن بمقدوره فعل شيء آخر، كان يحس بجلده يتشقق تشققات دقيقة وكان من السهل أن يستنتج بذكائه أن رائحته قد بدأت تفوح بقوة لتتسرب من أسفل باب حجرته إلي الصالة الخارجية لتعبقها بدورها، هذا أفضل، هكذا سيعرف زميل سكنه بوجود جثة في الحجرة المجاورة، وهكذا سينتبه أحد لوجوده وهو ميت عوضا عن أنه لم ينتبه إليه أحد وهو حي لم يتضايق هذه المرة من اكتشاف جثته عن طريق رائحتها، ولم يعد يفكر في الشكل الوقور الذي يتمني أن تكتشف جثته عليه، هذا أفضل من اكتشافها وقد خرجت الديدان من عينيه بعد أن تنهش كل لحمه!!
أصبح يترقب الوقت الذي سيصير فيه هيكلا عظميا ويتخلي عن مراقبة تحلل جسده، ستكون رحلة شيقة ومثيرة، وستندمج ذراته بتراب الارض مرة أخري، وسيجري مع الكوكب حول الشمس، وسيسبح في ثنايا المجرة الشمسية، وسيطير مع الرياح، وستستقر ذراته علي جناح عصفور فينفضها عنه، ويعود ليطير ويغوص في قلب المحيطات، وستمتصه ذات يوم جذور إحدي الاشجار فيعيش في ثمارها، وسيأكله بعدها إنسان أو حيوان فيعيش مرة أخري من خلال حياته، أليست حياة الميت جميلة؟!!
ربما كات سيقهقه من العبثية التي تصرف بها زميله في السكن عندما اكتشف جثته، الصرخات والانتفاضات، تخبطه في باب الحجرة وهويهرع خارجا منه، عودته بعد فترة خائفا ليأخذ هاتفه المحمول، يحاول استخدامه قبل أن ينتبه لفراغ بطاريته من الطاقة، يضعه في الشاحن ويجري ليوقظ أقرب الجيران ليريه المصيبة التي وجدها، يعيد هاتفه للحياة ليستخرج منه رقم أهله ويتصل بهم ويبلغهم بحزن وعدم تصديق بوفاة ابنهم ذي الثلاثين عاما.
ربما كان سيقدر للجيران تجمعهم في الصالة الخارجية للتفرج علي جثته إرضاء لفضول جاهلي قبل أن تقودهم رغبة عمياء للتعاطف مع المتوفي الشاب. كان يتمني وهوحي أن يتعاطف معه أحد هذا التعاطف الغريزي، ريما كان سيرضي أحاسيسه الدنيوية.
شعر بالطبيب الشرعي الذي جاءت به المباحث لتحديد سبب الوفاة ورآه من عين خفية يتفحص جسده ويسبل عينه نصف المفتوحة لاقصي ما يستطيع ثم عدل أخيرا من وضع رأسه المائل بزاوية حادة ولكن يبدو أنه قد تخشب قليلا علي هذا الوضع ولم يتمكن من إعادة رأسه للوضع الذي كان يتمناه، عموما كل الاوضاع مريحة للميت، هم فقط لايعرفون ذلك.
أحس دون أن يسمع أويري بالطبيب يقيد سبب الوفاة نتيجة هبوط حاد مفاجيء في الدورة الدموية، وسمع أفكار الطبيب وهو يفكر أن السبب لاريب كان الافراط في تدخين السجائر وكيف كان يمكن أن يتسلي في حياته بدون السجائر؟ لقد كانت هي فقط صديق وحدته ولو رجع للحياة لصادقها مرة أخري.
عندما سمع أفكار أمه علم بحضورها بجواره، وأحس بقطرات دموعها الساخنة علي وجهه الازرق البارد، وشعر بنشيجها ونحيبها في أذنيه، ربما تكون هي الوحيدة التي سيفتقدها، فهي الوحيدة التي كانت تحبه وتسأل دوما عنه، وهي الوحيدة التي لم تبال برائحة اللحم النتن التي تنبعث منه، ولم تقف مثل الباقين بالقرب من النافذة المفتوحة وقد وضعوا منديلا علي أنوفهم.
بعد قليل عاد صمت الافكار يسود الحجرة فعلم أنه صار وحيدا مرة أخري، وأنهم أغلقوا الباب خلفهم، بقي معه صدي الصمت يصرخ في أركان جمجمته دون أن يفهم ماذا يقول، وأنسته تيارات باردة دخلت من النافذة المفتوحة لتحمل رائحته النتنة خارج الحجرة، ومن انفراجة فمه دخل هواء بارد ليمر حول لهاته المتصلبة ويدور ليخرج من أنفه هامسا له بهمس جنوني لم يستطع استيعابه.
في الصباح الباكر دخل عليه المغسل بعدته، جرد جسده كله من ملابسه ووضع قطعة من القماش علي ذكره شرع بغسل جسده بماء دافيء مخلوط بماء الورد، راقب أفكاره ليعلم أي منطقة منه ينظف الآن، عندما مد المغسل يده من أسفل قطعة القماش ليغسل حيوانه الميت، فكر أن جلد حيوانه سيتفسخ بدوره عما قليل، وتذكر نوبات هوس الرغبة التي كان يتعذب بها في حايته، وكيف جعلته يتحايل علي فتاة تعمل معه، لم يكن يحبها ولكنه كان يريد أن يضعه بداخلها، هي كانت تعرف ذلك ولكنها سمحت له.
عندما قلبه المغسل وأخذ ينظف فتحة الشرج لم يجد غضاضة فيما يفعله الرجل لقد تخلص من كل موروثات أفكاره، أعاده المغسل علي ظهره مرة أخري بكل سهولة دون أن يشعر بألم في حيوانه الذي كان قد التوي أسفله كان جسده طيعا ومرنا بين يدي الرجل الذي حاول أكثر من مرة فرد ذراعيه المتيبسين فوق صدره حتي أنه خاف أن يكسرهما، إلي أن تمكن من فردهما الي الوضع الذي يريد، ويقلبه في النهاية الي كفنه ذي الثلاث طبقات والذي غمره مع جسده بكلونيا نفاذة الرائحة بقي وحيدا مرة اخري مع صدي الصمت يتحسس رباط الكفن عند رقبته وأسفل قدميه، كان يستطيع أن يشعر بقطع القطن التي حشا بها المغسل فمه وأنفه وأذنيه وفتحة الإست، لم تكن القطع الصغيرة تضايقه ولكنه كان يفكر أنهم يجب عليهم أن يسرعوا بدفنه قبل أن تفشل قطع القطن ورائحة الكلونيا النفاذة في حجب مايفوح منه.
كان قد سمع أفكارهم وعرف أن أحد أخوته قد ذهب لاستخراج تصريح الدفن وسيعود قريبا، كان يعلم أنه بالرغم من الحزن الظاهر علي إخوته إلا أنه في منطقة دفينة بداخل كل واحد منهم توجد فرحة لان موته المفاجيء يعني نصيبا أكبر من الميراث لكل منهم فور وفاة أبيهم.
عندما حملوه داخل كفنه وخرجوا به الي الشارع عرف أن اوان دفنه قد حان، ساروا به الي مسجد قريب، وأنتظر داخل نعش خشبي في الصفوف الخلفية حتي انتهوا من صلاة الظهر، ثم نقلوه للأمام ليصلوا عليه صلاته الاخيرة.
لم يكن في حياته يجتهد كثيرا في مسألة الصلاة، ولكنه كان دائما يداعب نفسه بيسراه حتي يتمكن من تلقي كتابه يوم القيامة بيمني نظيفة ولكنه يفكر الآن في أنه ربما قد أسرف في استخدام يسراه فيخاف ان تغفله العادة في اللحظة الحاسمة.
حملوا النعش الي سيارة تكريم الانسان، وانطلق ركب هائل من أهله وأصدقاء انقطع عنهم من زمن بعيد الي مدافن اسرته، ولم ينفك صدي الصمت يتردد أسفل النعش، داخل الكفن، علي أرجاء جمجمته عندما فزع من فكرة جنونية ربما لم يكن هذا صدي وربما لم يكن صمتاً ربما لا توجد أصداء للفراغ ربما لايفكر كميت، وإنما يبدو كأنه ميت، ربما هو لايزال حيا بطريقة ما، وهذا يعني أنهم سيدفنونه حيا.
أربكت الفكرة أفكاره، إذا كان حيا لماذا لاتظهر عليه علامات الحياة؟ وصل الركب الي المدافن، وحمل النعش إلي مثواه الاخير وسط كلمات توحيد الرجال ونشيج الام وعويل بعض النساء، كيف يخبرهم أنه حي؟ أخرجوا جسده المكفن من النعش وحمله اثنان لينزلوا به إلي قبر العائلة، سيحاول أن ينطق شيئاً بلسانه المتحجر، عدلوا اتجاه جسده ناحية القبلة وسيحاول أن يرمش بعينه الزجاجية، فك أحدهم رباط رقبته وكشف عن وجهه، لم يستطع أن يفعل شيئا ما فكر، ولكنه سمع أفكار الرجل يتمعن في وجهه، راوده أمل أخير علي دنيا لم يكن يطيقها، هتف الرجل »وكأنه حي« نعم حي، أنا حي انتظروا. خرج الرجلان مبتسمين من القبر وهتف الرجل في خشوع وإجلال »كأنه حي«، نعم حي انتظروا، لا تتركوني، صاح البعض برهبة
»سبحان الله« لا عودوا، لا تتركوني، ازداد نشيج الام الثكلي تتحسر علي زهرة شباب ابنها الطاهر، انتظروا ، انتظروا، وفجأة سكت عن الصراخ، ولم يعد يخاف أويفزع.
ربما لم يتمكن من اتخاذ وضع يضفي علي جثته الوقار الذي كان يريد، ولكنه الآن في جنازة يتمناها ملايين غيره، من الممكن أن يتحول قبره الي مزار، ويكون له مولد باسمه، ربما من الافضل أن يظل ميتا ومن صوت الافكار رأي الاقدام تبتعد عن قبره لتنسي في ملهاة الحياة حقيقة الموت، وينسي بدوره آخر اذيال حياته الدنيوية التي دائما ماتعبث به.
وعاد صدي الصمت يدوي في أركان جمجمته، ولكنه سيتعلم الاصغاء له، والاذعان لحقيقته، وسيصبح صدي الصمت صديقه الوحيد.


* أخبار الأدب يوم 22 - 05 - 2010

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى