عماد أبو زيد - إفسادُ الذاكرة….. قصة

كنا لا نمل أبدًا من مشاهدة هذا الفيلم على غير العادة، ننتظر النهاية بشغف، ونحن نتخيل أنفسنا مكان البطل، تحوط أذرعنا بالمحبوبة، نثأر لقسوة الفراق والهجر أو الغياب بقبلة طويلة، تلتف فيها الشفاه بالشفاه في شكل دائري لا متناهٍ. ما زال عبد الحليم حافظ ماثلاً أمام أعيننا، قبل أن تظهر كلمة النهاية على الشاشة، وهو يُقبِّل مريـم فخر الدين . لا يهم أن نذكر أسماء شخوص الفيلم كما جاء في السيناريو، المهم أن ذاكرتنا يمكن أن تحتفي بفيلم دون سواه، وقد تدفعنا إلى القول:”هذا الممثل أعظم من قدم دور الفارس أو الطيب أو الشرير أو الحبيب على الشاشة، وهـذه الممثلة أفضل مـن أَدتْ دور الخادمة أو الفلاحة أو الأنموذج المثالي للفتـاة”.

بعد سنين طوال تطل علينا تلك الممثلة؛ لأكتشف فيها بُعدًا خطيرًا، إنها ثرثارة للغاية، ويبدو أنها أصبحت مصابة بهوس الظهور في التلفاز. تحملتُها- لستُ وحدي بالقطع – لم أكن مُنشغلاً بشعرها المستعار أو ممتعضًا من جمالها الذي فقدته. كانت أمي تجلس إلى جواري.
– الكِّبر عِبَر.

أيقظتني هذه الممثلة من حلم ٍجميل ٍعشتهُ. أَفسدتْ عليَّ طعم القُبلة، ومذاق الحب، عندما قالتْ أنها كانت مُتضجرة جدًا من هذه القُبْلَةِ، ومن “البروفات” السابقة عليها؛ لأنهُ غالبًا ما كان ينزف من فمهِ دمًا، وهذا ما كان يجعل رائحة فمهِ كريهة.






تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى