محمد عبدالعزيز أحمد (محمد ود عزوز) - مظفر.. "حُزن يكتب بالكأس التاسعة"

قبل وصول الزجاجة

قبل أن يخرج الكأس من جسمه الزجاجي الهش
قبل أن تضطرب الاصابع
حول كيفية الامساك باللحظة
يقولوا مظفر
" اصغر شيء في الدنيا يكسرني ، كيف الانسان "
أين الانسان يا مظفر
سجين هو في مرآة تغشه بالبثور
سجين هو
و منصوب كمسمار دُق في باب المبغى ، على الفخذ المنحوت ، برائحة الشهوة
سجين هو
في الاسم الفولاذي
لملصق في محطة باص ، يبكي بأسى
" يمضوا
وانا لا اعرف من أي مكانٍ جئت ، وبأي قطار سأرحل
سيمزقه الصبية "
ليرحموا فيه الغُربة
يا مظفر ، لا تُكتب أنت باللغةٍ العادية
تُكتب بالكأس التاسعة او اكثر بقليل
تُكتب بفروج ملونة بالاسمر ، مطلية كالسنة الكذبة برائحة الممنوع
تُكتب بالدم
بشتاء الغُربة الطافحة بالخشب الفضي
بالخنجر
وشجار الصبار مع الله ، حول اهمية الايدي ، هو المطرود من كل عناق
تُكتب بالجنس الشبق ، وبالشهوة الحلوة
بدندنة السُكر ، ودوار الواحدة فجراً ، بظهائر تتأمل فينا العرق المتصبب
كالحب الاعمى
يقول مظفر
" سأنام "
اقول في الكأس الخامسة
اصبر
سأكتبك في الكمين ما بعد القادم
إن نجت الكلمة
من الحبس
اثر تبولها واقفة
هي الانثى الطافحة بالحُزن ، وغبار الغُربة يراودها
غبار الغُربة
تعرف فيه بنفسجة الجرح ، و هذيان النافذة ، بتفوهها لأصحاب الوجع الوطني
سأكتبك
بلساني الصعلوك ، والصالح رغم عراك حاد قد دار مع الرب
حول احقية العنق
لمشانق تتوعدنا من خلف الابواب
يقولو مظفر
" قد كانوا لوطيين بمحض ارادتهم "
قد كانوا
وكان الله مُحباً جيدا ، وكان الموت انيقاً في هندسة الخطة المعمارية لبلاد
اذنت أن يرفع فيها صليب ، يذكرنا
أن مسيحاً ما ، سيكون قوياً ، ستصدأ فيه مسامير الطغيان وسينزل
ستتهاوى الاخشاب ، وتهرب نحو ابطيّ الغابة
ستنام الساعة العاشرة
قبل العاشرة
سنكون احرارا ، ونسكر برقص الفتيات عرايا ، والنار المُشتعلة في اجساد القتلة
و كوادر البوليس السري ، ستؤجج فينا الرغبات الممنوعة
لتخرج مبتهجة
كنزيف الطرقات
تقول
" انغزني رائحة الجوع الوطني مخيف "
اصمت
فكلانا لم نتعلم منذ زجاجات الامس ، أن نكبح فينا الغابة ، وصغار الاوطان
حين تراود فينا لنبكي سيدة ما ، خنجرها في الروح
وكعب حذائها
يدهس داخلنا البلدان
كلانا ، ينطق اشعاره ، ويستقبل ضرطات الاجساد المتكدسة بالممنوع
كلانا يبكي بعد الكأس الخامسة
وفي السادسة ، نُصبح ثوار
وفي العاشرة ننتظر الموت امام العتبة ، في الوجه نخبئ تابوت النعناع
وفي الظهر حقيبة
تتسع لنُهرب غابة وعدة اسماء جيدة لليل
وفي الجيب
نساء لا طمث لهن ، يجدن الجنس ، منتصف الحر ، وما بعد الحر ، وفي الساعات الاولى لبزوغ الحرب
كم كنت تحب الخمرة واللغة العربية والدنيا
كم كنت
هل تحبك الدنيا بدورها ؟
لا تملك الا هذا الحُزن المتورم في بنطالك كيف تُحبك
لا تملك الا الشكوى الى الرب من الرب
" لأنه اخطأ في لفظك ، لم تأت منزلقاً من كن "
جئت بلفظة ليت
لهذا خانتك الايام ، واكلت الندم الطازج من ايدي الحظ كثيراً
واشتقت لتسكن بيتاً
مثل جميع الاحزان
لا تملك طائرة ، او ثورياً لتبيعه لبنوك الحظ الدولية
تملك رملك
وبشاعة من يكتب بالخط الافرنجي ، تاريخ الافخاذ اللوطية ، في بلادك
في بلادي
وفي كل بلاد لا زالت تدعك مهبلها
فالشهوة تلاطف جرحها في الليل
والشارع ضج بنا ، نحن حفنة شعراء ، نتنزه بدوار الكأس التاسعة ، والبقية
فقدوا اعضاءهم الذكرية ، او رهنوها لبنوك الحظ
لا تملك الا
أن تنظر للأجساد الناعمة من خلف الشباك
وتطفئ رأسك
بالكأس العشرين ، وينام الليل
وانت تراقبه يشخر

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى