علي تيراب - فوضى

أحب الكتابة الفوضوية
أكتب عن "شيزوفرينيا" النهر
عن الملاح الذي يخاف البحر
عن السمكة المصابة بالدوار
عن الصنارة العالقة في فم سمكة قرش
عن الموج والموسيقى الكلاسيكية
عن ألاف الجثث..
التي فضلت أن تظل في الأسفل
لتطفوا أحلامهم في المذياع وأخبار الbbc
أحب أن أرتجل الكتابة
حين أصاب بالأرق ليلا
أبدأ في الكتابة؛؛
أكتب عن أحلامي؛؛
عن قهوة الصباح تحت شجرة التبلدي؛؛
وقراءت كراسات "غرامشي في السجن"
سرقة لحن النورس؛؛
أكتب عن لون البجعات؛؛
أكتب عن إعجابي بالأدب النيجيري؛؛
وسيمفونيات تشايكوفيسكي؛؛
أكتب بلا أدنى خوف؛؛
بسلاسة؛؛
تأتي الأحرف من وحي المخيلة؛؛
تنزل خفيفة على الورق؛؛
تتشكل في قالب البساطة؛؛
أحب الكتابة الفوضوية؛؛
عن صديقات مررن من دون أن يتركن عطرهن كذكرى؛؛
وعن أصدقاء الكأس والثرثرة؛؛
عن الأدب الروسي؛؛
والمدن الإريترية؛؛
عن أبي نواس والخمر؛؛
عن أبي والفقر؛؛
عن الحبيبات ذات النهود المستديرة؛؛
عن الكلاب الوفية؛؛
عن البلاد الباردة؛؛
عن شجرة البرتقال؛؛
والقرود المشاكسة في الغابات الشاسعة؛؛
عن أبناء الريح؛؛
عن الأزقة المنسية إلا في ذاكرة السكارى؛؛
المدن المتساقطة والأسلحة الأشد فتكاً؛؛
عن أم درمان، المدينة الفاضلة؛؛
عن الخرطوم الملعونة من قبل النيل؛؛
عن مدني العريقة وكوستي الفاتنة وجمال بورتسودان؛؛
عن شلالات نيرتتي؛؛
أحب أن أكتب بفوضى؛؛
أن أبعثر الأحرف؛؛
أن أعجن المعنى؛؛
أستلقىي في نهاية كل كتابة؛؛
أقلب الصفحة؛؛
أبدأ الكتابة بفوضى مرة أخرى!

علي تيراب - السودان





تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى