سفيان صلاح هلال - بذور الأعوام الجافة..

هلْ سيَظَلُّ خيالي
يرسمُني
مهزومًا بمكائد غيري
مُنْتصِرًا بمعارك أوْهامي
وأنا
أَنْتظرُ الفعلَ الماضي
أنْ يُبعَثَ
من مدْفنِهِ
تحْتَ خلُودِ الأجْدادِ
ليَبْنيَ لي أهرامًا
من أحلام الزمن الرقميِّ؟
لماذا أتمنَّى أن يرجعني الوقت إلى الخلفِ
وماذا لو عادَ
فلمْ أرْجعْ
بنَّاءً
أو مَن ردَّ غزاةً
أو من زيَّن حضْرتَه
الحكماءُ
الشعراءُ
العلماءُ
الفُرْسانُ
وماذا لو عدتُ إلى الماضي
فوجدت كياني
في سوق
جاريةً
باهرة الأصل
وفاتنة الحسن
يساوم بائعُها مُشْترِيًا
أدْركَ عقدةَ نقْصٍ فيه
لا يشفيها إلا أن يَتَسَيَّدَني
وأنا أتخيَّله يفْجعُنِي
وأرانِي أشطرهُ
وأفِرُّ إلى فيلمٍ هنديٍّ
أستيقظ منه بين يديِّ
الصيادْ؟!
ما هذا العبث الآسر
هل شاهدْنا الوقتَ
يوَزعُ أدويةً للمرضَى
عرباتٍ للرحالةِ
خُبْزًا للجوْعَى
مكتشَفاتٍ
في غُرَفِ النومْ؟
دعْك من الحرْبِ مع الوسواسِ
القابعِ في بحْر الخيبةِ
لا هذا عصْرُ جواري الأسواقِ
ولا التاريخُ بخار قد يسقط
في أجسادٍ أخرى
ملكاتٍ وملوكًا وعصورًا
هذا أنتَ
وهذا عصْركَ
أنت الصالب نفسك فوق الخارطة الأولى
خارطة الأبوين
المصلوبين على خارطة الأجدادِ
المصلوبين على
الخارطة
المصلوبة في بوتقة اللا معقولَ
بأزمنة النورِ
هنا
يتكشّف سرُّ اللهِ
أمامَ المنظارِ
وفي المعملِ
لا سحْرَ
أشَدّ من الكيمياءِ
ولاأنباءَ ستُوحِي
ببداياتٍ ونهاياتٍ
إلا أنباء العلماء العلماءْ
قاتلك الوسواس القهريُّ
وعجْزُك
لا من عملٍ مكتوب بطلاسم في ذيل يسبح في البحر
بل من عمل في حقل لا يطرح
إلا ما يمقته العصرُ
ويرفضه النصرُ
وتقتات عليه الصلبانْ
هل حقا أنت تعيش الآنْ؟
هل تقرأ ما حولكَ
هل حاورتَ الشيطانَ
لماذا يجري بالعالم نحو نهايته
والكتب الربانية
تحكي أن بداية أحزان قبيلته
في آلام النار العظمى
رهن وجود العالم
.................
الحوتُ يهزُّ البحرَ
النسر يشق الجوَّ
فمن أنتَ؟
الغابات
كما هي ظلت غابات
وانتفض الدم إنسانيًّا
سال لينقل أبناءً
لمدائن أخرى
هل ترصد حولك أنهارَ دَمٍ؟

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى