أحمد عبدالله إسماعيل - انقطاع الحبل السُرّى للذكريات

رواية شدو لارين للكاتبة المصرية فتحية الفرارجى -المنشورة فى معرض القاهرة الدولى 2022- تأخذنا فى مشهد فتح مذكرات البنات...من من حقه أن يفعل ذلك؟ ..الأم ؟ الأب؟ ترى كيف يرى ذلك الشباب ؟ وكيف يرى ذلك الآباء ؟ كتبت تحت عنوانين من العناوين : انقطاع الحبل السُرّى للذكريات و شروخ وكسور أجندتى تلك السطور
"ووجدتْ ليالي الصفحاتِ التالية ممزقة وملصوقه بلاصق أسود، ومطبوع بعضها من الهاتف الجوال والكمبيوتر الشخصي.
بعد ما سرق البحر كنزها وصندوقها بكل ما يحمله من نبضات الحُب .. لم يعد للكلمات صوتٌ.
صار الصمتُ خيرَ جليس عما كانت فيه. وكفاه يدوى بداخلها أفضل من تساؤلات متجاهلة مدى الجروح التي كسرت أشياءً كثيرة حولها.
لم يُردْ تركى، وظل يَسْحبُنِى من صمتي المكلوم ويجر الكلمات من أحشائى جراً، ويرن هاتفه طوال الوقت، حتى لو لم أرد، يصر بكلماته سأتصل ثانية حتى لو لم تُردِ الردَّ.
لابد وأن تتركى الكلام يخرج لا تحبسِيهُ في سجن مشاعرك .. لا لن أدعك حتى تُطلقى سراح تلك الكلمات .. دعيها ولا تخافي، ستكون آمنة الطريق، وستصل لمهدها الذي يليق بها.. أرجوكِ دعيني أسمعك فأنا أحُب صوتك حتى في الشجن.
أَعْلَنَ حُبه واكتفي بذلك ورحل.
ظلت كلمات تنبعث وتتبعثر من هذا الصندوق الأسود
في الصحراء وللصحراء مرايا وظِل مكنون
ويطول حُبى أطول من تلافيف مخي ويطول
ويطول الزمن ويظل حُبك في قلبي المقصول
التقيتكِ يوماً ما في القطار
كانت صدفةً جميلةً دونما اختيار
ثم لفتة كريمة من الأخيار
أتمنى أن تتكرر دونما انتظار
كل الاحترام لكِ ولمشيئة الأقدار
أشكرك على تلك الكلمات الدقيقة الرقيقة
وانشغالك بأغنيتك في الحقيقة
وبقصيدتي في تلك اللحظة والدقيقة
حال بيننا هذا الحوار
وفاصل بيننا في الجوار
وهكذا شاءت الأقدار
الشاعر بداخله
تم اغتياله بعد أن غاب.. وتاه
هو الآن ومنذ شهور
وسنين طوال
دكتور أورام أعاذك الله ..
وإن كان لم يعد
يجد الدكتور ولا الشاعر
عندما ينظر في المرآة
بل يجد مَنْ لا يعرفه ..
ولم يكن يوما يتمناه
شروخ وكسور أجندتى

كانت شروخا بين السطور مقسومة، وتحمل نفس قسمات الماضي!!
أيتها العظامُ مَنْ أنتِ؟، أيتها العظامُ .. أيتها الرفات انطقى وأجيبى: مِنْ أَى جنسٍ كُنتِ؟، مِنْ أى دولةٍ كنتِ؟، وأى مكانٍ سكنتِ؟، لماذا جِئْتِ؟، وبأى ديانةٍ آمنتِ؟، ولأى مذهبٍ اتبعتِ؟، ولأى عظمة انتميتِ؟، انطقي أيتها العظام، وكلميني: هل فكرتِ؟، لماذا هكذا مكسورةً رحلتِ؟، أتسمعيني؟، أتفهميني؟، بحق ربكِ أجيبيني!.
خرجت من سطورها، وخرجت من عالمها الملفوف بالسوليفان، واكتشفت وجوهاً لم تكن تراها من قبل مثل هذا الصفر الذي لا ينتمي لشىء.
كانت تخرج من جدران الذاكرة، وصوت الجدران الزجاجية يرج الأركان، وكوب الثلج يسقط وتتناثر ذراته على أقدامها، فلا تستطيع التفرقة بين قطع الزجاج وقطع الثلج الشفاف.
وتنخرط أصابعها في الآنية حيث تجمدت دهون اللحم المطهي، وشكلت قرصاً أبيضَ يحجبُ ما أسفله وما أعلاه، فقفزت ملعقتها واخترقت هذا الحاجز الأبيض، وانصهرت، نعم انصهرتْ مثل ذراتِ الزجاج من صهد حرارة الماضي، الذي يطفو ويدفع بخاره غطيان الآنية، ويرفع الستار لتتكشف لوحة الحاضر بعد تنفس الصباح.
حكايات ألف نيلة ونيلة وليس" ألف ليلة وليلة"شغلتْ من الحياة كم ليلة؟
عذرًا لزقزقة العصافير.
حقًا كنت أود أن أسمعكِ ولكن عجباً لهذا الهواء المعتل لا العليل .. .كنتُ أود أن ألمس النسمة.
قال لها أنا باجاوااتى. ألا تحُبينني؟
إني أحُب اصطياد أشعة الشمس من عينيك .. لا بحثًا عن الدفء، لكن بحثًا عن نور حُبك في قلبي.. أما الدفُء فهو حقكِ عندي..
وعلا صوت الكلمات وصداها في أذنيها..
ولكن ارتجفَ جميعُ بدنها من كلمة اصطياد.. وكتبتها بألوان الشمع على المرآة..


1651876243901.png

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى