ذياب شاهين - تراب أحمر

أماتتِ المدينةُ
فالدروبُ سوداءُ كالقلوبِ
فرماها الله
بحاصبٍ كالجمرِ ثقيلٍ
فجاءَها الترابُ أحمرَ يسعى
ليدفنَها سريعًا
فالريحُ كما الغُرابِ
تعرفُ فنَّ الدفنِ دونَما رفوش
المدينةُ اليومَ
كجبّانةٍ مفتوحةِ الفمِ
تلتهمُ الأمنياتِ والوجوه
القبورُ والترابُ كالأجسادِ والعَلق
للأجسادِ أرجلٌ
تسيرُ مبرمجةً للأمامِ
نحو أروقةِ الموتِ أسيرةً
وللريحِ أجنحةٌ تحملٌ الترابِ
تسير للخلفِ حرَّةً
لتستعجلَ الدفنَ
أيَّتها المدنُ الخاطئةُ
لقد أغضبتِ الله
حانَ مواتُكِ مدنَّسًا
بعدَ أن أدمنِتِ الكؤوسَ المحرّمةِ
وأهرقتِ دمَ الحياةِ المقدسَ
راكعةً دونَما حراكٍ
كارعةً أكوابَ الذلّةِ
المختلطةِ بوهمٍ الفوزِ
بنميرٍ من الخمرِ والعَسلِ
والمتعةِ المحرّمةِ
الربُّ لا يرحمُ العبيدَ
ولن يرسلَ فاديًا
لتقتليهِ
أيُّها الترابُ الأحمرُ
لمذاقِكَ طعمٌ تمجُّه النفوسُ
الورودُ مقفرةُ اللونِ
اليَمامُ يمضغُ التُّرابَ
بمناقيرهِ الصّاديات
اللهمَّ لطفا
بالزُّغبِ الصغار
وبنساءِ بابلَ الطاوياتِ
والرجالِ المجهدينَ عند الجِّدار
إضربِ المفتونينَ
بصخبِ الدُّنيا
فالماءُ يرغو بالزَّبدِ الأصفرَ
ليموتَ الفراتُ مكفَّنًا
وترتعشَ الأرواحُ مقهورةً
راحلةً
خارجَ المدار

بابل- الاثنين
‏16‏/05‏/2022

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى