محمد عبدالعزيز أحمد (محمد ود عزوز) - أمام قبر من الرخام

أمام قبر من الرخام
في جنازة صلتها حمائم ، وباقات من الاحزان المنعتقة
من قضبان
الذاكرة
و همهمات ، تتعثر في اسناننا التي تمضغ الماضي
كندم قديم
ومتعصب
امام قبر من الرخام
نسمع هتافات شجرة مهملة ، صرخاتها المكتومة
على يديها التي
عُلقت عليها ذوراً
شبهة الموت
امام قبر من الرخام ، دُفن في فِراش بارد
وحرير الساعات الاولى من الفجر
يُحيك كوباً من الشاي
يُناسب الصباح الذي يُغشنا بالمنبه ، ويعود الى ثباته خلف الظلال
والنعاس الذي يحشو العيون
كغليون
في فم كاتب ، ابتلعت محبرته اخر روائح القرن المُنصرم ، منذ ماتت حبيبته متُضررة بالصدأ
وبالمطر الذي اطفأ الحانة
عن الخارج ، ووضعته اعزلا امام عبثية هذه المدعوة عزلة
نمضي
نحو زحام المصائب
في الطريق السريع ، الذي يؤخرنا عن الموت ، لعدة نساء اُخريات
امام قبر من الرخام
تتعجب فينا الصلوات ، والمساحات الضيقة ، في الصدر
نحن اليهود الذي سطوا
على ذاكرة المُقدس من الحب
تجارا كنا ، في اسواق ، تُقايض الرب بقطعة خبز ، لا تسد رمق المدينة
بقدر ما تلغم شهية الوقت
للانكسار
ونحن
في هذه البرك الدخانية الصفراء
تخنقنا الاسئلة
واثداء الحبيبات اللواتي لقننا ، كيف نجعل البرتقالة في الفم تدوم لأكثر من ربيع
وكيف نهرب الى سُرتها ، عبر انفاق الجوع المترامي في شوارب الصمت الليلي
في مطابخ الجوعى
و زرائب العبيد الجُدد ، بصكوك تحررهم المزورة بيد الشعار اللوطي
ذو البقع العسكرية ، وذو اللون المائل للموت
امام قبر الرخام
اشتكي الخريف ، والبحر الذي مد اذرعه النحيلة
خامشاً
الرمل ، واصابعنا الفتية
التي تمرنت كثيراً على قبض الحظ من شفاه الحبيبات
والتشبث
بياقة الوقت في الموعد العاطفي
حتى التعرق
او الذوبان في مزاج الابدية
لننسى
لثانية من القُبلة
القبر الرخامي
ولنعيش ولو على تربة حية ، ومفعمة برائحة الضجيج

عزوز

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى