هشام حربي - تقرأ سرها..

ويداك فوق الأرض تقرأ سرها ، وتبوح كفك بالذى همست به تلك السحابة ، هل ستمطر وهى تملأ بهجةَ الصمتِ الشفيفة بالسؤالِ ، تمدُ كفاً قارئاً ، والأرض تهمس بالحكايا ، تسند الكفُ الجبال ، وتمسك الوجه الذى مازال محتفظا ببسمته ، على بعض الصخور يعيدها للرمل وهو يجول في النظرات يقرأ همها ، والرمل بين يديك متلواً بفيح الصمتِ والشكوى يناظر تالياً يتأولُ الأورادَ حين تواردت من بين أحرفها العطايا ، كان هذا الحزن سركَ ، فيه تنصب خيمةً ًوعليه تنشر غيمةً وتكلم الأمطارَ، في كفيكَ صمتُ الأرضِ مهموساً ، تمدُ الكفَ بالشكوى فينبت تحتها الصبارُ ، ليس يعود للنجوى طريدٌ ذاق عزلته ، وأتقن بسطها بيديه ، ينشرها على رملٍ ، ويقرأ بينها الآمالَ ، كنتَ تقول للكفين لغتُهما ، وللصمت امتلاءٌ تنبت الأشجارُ فيه ، وفيه نورٌ تنبع الأقمارُ منه ، ومنه مبتدأُ الحكايا ، ليس كل الصمتِ صمتاً حين تملأ كفكَ الأسرارُ ، هل كانت تحيطك هذه الجدران حين خرجتَ عنها ، كيف تدنو الريح من قلبٍ يعيد قراءةَ الأرض التى وهبته كوثرها ، فأذهله كتابٌ عن كتاب .
...................
هشام حربى
.
  • Like
التفاعلات: مصطفى معروفي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى