د. سيد شعبان - يا أولاد الحلال!

يحلو لي أن أطالع الصحيفة المفضلة، أحتسي كوبا من الشاي أثناء ذلك، في مرات كثيرة أذهل عنه،؛ ثمة كاتب لديه أفكار جديدة؛ أن توزع الأرغفة على المواطنين حسب أوزانهم؛ بلغت بي الدهشة مداها؛ غير معقول أن يحدث هذا.
أعرف أناسا مصابين بالتقزم ناهيك عن النحافة، مؤكد أن هؤلاء لن يجدوا ما يملأ بطونهم.
حين جاء المساء لاهم لقنوات الرغي المملة غير هذا القول؛ خبراء تغذية ورجال دين يلتمس كل واحد منهم مبررا لما ستقدم عليه الجهات العليا؛ صخب في الشارع:
عراك بين المعلم هنداوي أبو كف والولد حندق بائع العرقسوس، فالمعلم هنداوي انتفخت رقبته وضرب بباطن كفه على بطنه وخاطبها قائلا:
ستحصلين على خمسة أرغفة من فرن سلومة الجعر، سمعه إذ ذاك حندق، وأسرع - في تذمر-قائلا:
احشو بطنك فغدا سيشبع منك الدود!
في الحارة القبلية عراك بالعصي لا يكاد الواحد يلتقط أنفاسه من كثرة ضرب الناس بعضهم لبعض، يتلو الشيخ الحصري آيات من سورة النمل، تتوالى من مذياع عم عبدالحي في الزاوية مذكرة بما حدث لقوم سبأ.
في صبيحة اليوم التالي لاحديث إلا عن قطة الست عديلة؛ لقد ابتلعت إوزة مرة واحدة، يقسم على هذا الولد حندق بائع العرقسوس، غير أن بضعة من زغب ريش تطايرت من شباكه!
غير أن عمنا أبوطيفة استفزه ضياع إوزة عدلات فقام مناديا ياولاد الحلال وزه تايه، ضاعت من زمان!
تبعه الصغار صبيانا وبنات يرددون:
العمدة في بطنه حلال
الوزة والدور والأطيان!
حين علم بذلك عمدة كفر المنسي أبوقتب، صاح غاضبا:
والله عال!
كفر انفلت عقاله!
استلقيت ضاحكا، ترى كيف ستنتهي حكاية العمدة وأولاد الحلال!
عمنا الخواجة له في كل حاجة سر وحكاية، أخبرني الولد فهيم: إنها تبيض كل يوم ذهبا!
لو انكشف السر خوت الخزانة!
يركب الخواجة بيبي حماره الأزعر، يتشمم أخبار الكفر، رغيف خبز يا أولاد الحلال، امتلأت جعبته؛ ومن يومها وكفر المنسي أبوقتب منشغل عن حاله بالإوزة التي تبيض ذهبا!

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى