محمد محمود غدية - المضفورة بخصلات المطر

يقول محمود درويش :
لا نصيحة فى الحب لكنها التجربة / لا نصيحة فى الشعر لكنها الموهبة،
طبيب ناجح وعاشق للأدب،حياته مليئة بمشاعر الحب المتوهجة، زبون دائم فى مكتبات سور الأذبكية، يرى فى الكتاب، خير صديق والرفيق المسامر فى السفر،
أحبها طبيبة حديثة التخرج مثله، بدأت علاقاتهما بالصداقة، ثم شبت فيها نيران الحب،
ليكتشف أن الحياة دون حب موت، تخصصها نادر تطلبه دولة عربية، إنها أمام فرصة لن تتكرر، ولن تطرق بابها ثانية، حزمت حقائبها وسافرت وتركته وحيدا على رصيف العمر، يكتب شعرا يقطر ألما فى غيابها، دفع للمطبعة ديوان شعر عنوانه : ربيع لا يأتى مازال يحبها، حب الزهرة الذابلة للقطرة الهاطلة، لم يفلح فى مقاومة غيابها، وقد تمكنت منه وأدخلته طاحونة القلق، حين حاول أن ينقل هواه لأخرى، إكتشف أن أشواقه معطوبة، الطيور التى كانت فى حضورها مبهجة، باتت مهاجرة، والشموس والأقمار والنجوم آفلة، إحتفت باأشعاره المنتديات والأوساط الأدبية، وأصبح قاسم مشترك ضمن كبار الشعراء فى مهرجانات الشعر العربية،
كان لابد له يوما أن يعد زورقه ويشد أشرعة الحنين والهوى، ويرفع الهلب المغروس فى باطن الأرض، ويشق البحر ويسافر، ثمة امرأة تنتظره بثوب فى زرقة البحر، شعرها مضفور بخصلات المطر، عيناها تلمعان كبحيرتان، تسبح فيهما النجوم والأقمار، وجنتاها مشربتان بحمرة الخوخ والتفاح، إبتسامتها كاإبتسام اللوز والبرتقال، تزرع فى حدائقه الورد المخضل بالندى، وتكتبه فى كراس
العمر ديوان شعر جديد،
تفيض سطوره بالبهجة والفرح .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى