خالد السيد علي - قلب الأم

"مشهد يتكرر كل لحظة، وبصور مغايرة، والنتيجة واحدة..أمهات في مهب الريح..لم تكن الأم مدرسة فحسب بل جامعة يتخرج فيها أجيال جديدة"
هكذا بدأت مقدمة القصة..رغم ان أي قصة لا تبدأ بمقدمة، ولكن التجريب والتجديد من سمات الكاتب التنويري..
ولتبدأ أحداث القصة..
قلوب تغلفها الإنسانية..استوقفتها سيدة عابره؛ فسألتها :
-ما بك يا أمي ولما كل هذه العبرات؟
تكلمت العجوز بعد هنيهة، وقد أغلقت صنبور قطرات العين دون إحكام، والوجيعة تنبض أسفل جفنيها:
-بعد أن رست سفينتي بهم لبر الأمان متجاوزه عصف أمواج المحن جفت مشاعرهم، وصرفتهم الأيام عني وجعلوني كقطة عجوز ضالة تعيش على الفضلات..كل ما كنت أفعله على استحياء، ودون تسول التقاط الأطعمة الفائضة من أيادي أصحابها قبل تهيئتها لسلة المهملات..
قال آخر منفعل:
- لا تبكي يا سيدتي لقسوتهم..
قاطعته:
- أنا لم أبكِ غضبًا لغلظتهم، بل كنت أبكي على حالهم، وأخشى ألا يتقبل ربي دعائي ويصلح شؤونهم..فهم أبنائي..رحيق شبابي..
تمت

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى