هند زيتوني . - الحياة معطفٌ قديم

اكتشفتُ مؤخَّراً بأنَّ حياتَنا أغنيةٌ قصيرةٌ جدَّاً
تبدأُُ بعدَ تحيَّةِ العلَم،
وتنتهي بعد نشرةِ الأخبار
كان حقلُ حياتي مزروعاً بقليلٍ من أزهارِ القصائدِ النافعة
لكنَّ زهرةَ الحزنِ افترشتِ الجزءَ الأكبرَ منه
حياتُكَ التي ترتديها مرغماً، كمعطفٍ شتويٍّ ثقيل
قد تخلعُه عندما يأتي الربيع،
لترتديَ زهرةً يافعة
على مقاسِ جسدك
بين الحياةِ والموت... فاصلٌ قصير
دعايةٌ لأفضلِ مبيدٍ بشري
أو لكتابٍ مدهشٍ عنوانه:
( كيف تصنعُ قصراً من عظام الفقراء ؟)
فيلمٌ أبطالُه يجيدون التَّمثيلَ والبكاء
هتافٌ يحملُ على كتفيه جثَّةَ الوقت
كنتُ أتساءل؟
مالذي يفصلُ بين المرءِ وسعادته؟
غيرُ كلمةٍ جارحةٍ تحفرُ في قلب الخلود .!
تزهو امرأةٌ بكنوزِ جسدِها التي لم يكتشفْها أحد..!
تكتبُ على حائطِ قلبها (الحياة بلا حبيب
تشبهُ مسدَّساً قديماً خالياً من الطلقات
أو شبكةَ صيدٍ مثقوبةً... لا تجيدُ التقاطَ الأسماك)
ورثتُ عن أبي أرصفتَه القديمة، بنادقَهُ الصَّدئة
المحشوَّةَ بالكلامِ الرَّخيص
كان يحفرُ حفرةً عميقةً أو يصنعُ فخَّاً
لجنودٍ لا يجيدون القتال
يحفرون قبورَهم بأيديهم
ليملؤوها بالدُّموع
وورثتُ عن أُمّي خلطاتِها النافعة ضدَّ البردِ
وسوءَ الحظِّ المزمن
أمَّا حياتي....
سيرثها الله ليضعَها على رفّه الخشبي
مثلَ أيِّ سوارٍ أثريٍّ قديم.

هند زيتوني .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى