إيمان عبدالعزيز لطفي - مثل ﻛﻞ الاطفالِ كنتُ أﻇﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻏﻴﻤﺔً

مثل ﻛﻞ الاطفالِ
كنتُ أﻇﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻏﻴﻤﺔً
ستمطرُ ﺫﺍﺕ ﺻﺒﺢٍ نقيٍّ ملاﺋﻜﺔ ...
لكنهم لم يعرفوا أبدا
أني كنت أسرق ﺍﻟﺒﺎلونات
أنفخ فيها من روحي
ثم أقطع خيوطها عمداً ﻟﺘﺼﻞ إليك,,
كنتُ طفلةً مطيعةً
-ﻛﻤﺎ يدّعون -
ﻛﺮﺍﺭﻳﺴﻲ ﻣﻠﻴﺌﺔ بالنجوم
ﻭ سمائي سعيدة ﻣﺎﺩﺍﻡ هذا يسعدُ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ..
ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ يضاجعون أفعال اللغة في الطريق العام
ﻳﺘﻌﺜﺮﻭﻥ ﺑﺴﺎﻗﻲ / يتملقون بطاقات التموين / يتغزلون بصوت إمام الجامع الجهوري
ورائحة الحشيش
و سلاسل الهجران و الذكرى
في نفس ذات الأغنية ..
ثم يتساقطون كالذباب حول لوحة
تغازل- على الأرجح- باب مقبرتي..
(٢)
أيها الحمقى استعينوا بالليالي
واستغفروا كثيرا
استغفروا نيابة عن كل أرض لا تجد جذرا تحتويه
عن كل شجرة لم تجد غصنا تطوقه ..
عن كل مرة قلتم فيها لأولادكم هذا عيب .. هذا حرام
احتياج الأرض لجذورها.. حرام؟
تطويق الشجرة لأغصانها.. حرام
والسماء
أيفرّ منها المدى درءً لفتنتها .. ؟
والنيل
هل ينعي إثم احتضان دلتاه ..؟
(٣)
آه يا أماه ..
يا بذور جيلي .. يا كل هن
وهن مثلي
مثل خبز تنازل عن لبابته
منتحلا دور خبز الرچيم..
مثل بحر تماهى عن شهيته
في اغتراف الفلك
وطهي أسرار المهاجرين ...
كيف استنسخت خطواتكن/ خطواتي
دروبا لا ترتق خريطة الوطن؟!
كيف جعلتن من العشق عورة
تمطرن عليها طبقات من ملابس
يقتنيها ذوي الخزانات المصفحة .. ؟!
وكيف جعلتني يا أمي جدارا
يخشى تنكيس أكتاف أولاده
يخشى أن تحط العصافير عليه
أو تلقمه تغريدة حميمة ..؟
أهش الأجنحة
وأستبيح ريشة نجت من قصف ثواري
أرسم بها سحابة عليلة
وأهدهد الحزن لعله يغط في قيلولة طويلة ..
(٤)
فاتتني تفاصيل ولادة النجوم
هجرتني القرارات السعيدة
منذ صرت أسدا
يخيف الأطفال رغم استكانته في قفص وردي..
يارب
هبني أنيابا تكسر القفص
هبني زيتا يشتعل قبل آخر النفق
هبني شعبا يقبل أخطائي الموسمية ...!
(٥)
هل كان جدي على حقٍ حينما قال لي يوما :
لا تحادثي الغرباء
ولا تسيري عكس الريح
و لا تصادقي قلوباً من حريرٍ :
تنزلق فوقها الأحلام
و الثورات
و الدعوات ضعيفة الذاكرة !
يالله
دعوتُك أن يجد الفأرُ مهرباً من مصيدة أمي
وأن يختم الموظف شهادة وفاتي دون أن يلحظ وجودكَ قرب صدري ..
دعوتكَ ألا تكون ابنتي مثلي
و أن تصفع الباب في وجه سيدتي " المثالية "
قبل أن تمنحها كل صباح كوب " الشاي بلبن "
و قُبلةً عائليةً ؛
تجبرها على اقتناء الصبار بدل الورد في شرفتها
لأسباب اقتصادية ..
قبل أن تجبرها على الاجتهاد لتغيير وجهتها
لكل حريرِ فؤادٍ زلقٍ
و كل غريبٍ دخل البيت
وكل رياحٍ أعرضتْ عن حمل بالوناتي إليك !
(٦)
ربي ..
أمسيت طفلة عاقة
تقول للأحزان " أف"
و تحطم الصلبان
على جسد أمي " المحاولة "
تكسر على رأس العشق
ألف ألف طاولة
لعل الهذيان
يعود إلى مرساه ..

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى