محمد محمود غدية - أوراق فى عصف الريح

ورقة اولى :
يراقبان الطيور يتحدثان همسا لا اتبين مايقولان، ربما يتحدثان عن الحب او يرسمان خطط للمستقبل، اليوم عيد الحب أهداها باقة ورد وخاتم ثمين، أهدته خصلة من ضياء، وباقة من المشاعر النبيلة .
ورقة ثانية :
الكلمات الطيبة الحلوة هجرت كتب الشعر، صارت خشنة أشبه بقنبلة تطلق من فوهة مدفع، فى غياب الأقمار والشموس والأزهار، حين طل وجه الحبيب أشرق الصباح، وتألقت الفراشات وتراجعت الكلمات الخشنة عن قسوتها، وارتدت الحسان أثواب الفرح وإنسابت فى الأجواء أجمل الموسيقات أشبه بوشوشات الفجر فى الأسحار .
ورقة ثالثة :
هو من كان يجاورك فى مقعد المدىسة، يشترى لك الحلوى بدلا من تلك التى إختطفها الأولاد منك، وهو من كان يسبقك فى باص المدرسه يحجز لك مقعدا بجواره، هو الآن فى الثلاثين وحيدا لم يفلح يوما فى لفت إنتباهك نحوه .
ورقة رابعة :
أشياء كثيرة تغيرت الشوارع والبيوت، الطيور هجرت أعشاشها، وذبلت الازهار فى الحدائق والشرفات، إلا فى شرفة حبيبته أصص الزرع بها ناضرة طيبة مورقة .
ورقة خامسة :
تذكرت مشاعره المتوثبة نحوها، وكيف كان يتأمل جفنيها المغلقين كسحابتين على قمرين متعبين، وكيف لم يتوقف عن مواصلة الحكايات المشوبة بالدفء وبراح الأحلام،
حين قررت إعادة النظر ومهاتفته، تغير الهاتف والعنوان .
ورقة اخيرة :
غابت ولم يستسلم للغياب وهو يؤسس لوداع ما، يدور فى الشوارع والمنعطفات، ينتهى به السعى إلى حوارى ضيقة، يتوقف أمام شرفة يطل منها وجه كأجمل ماتكون سلالات الأرض حسنا، تتعانق العيون والأفئدة
تذبح امرأته الدجاجات وتعد الطعام،
ويطارد طفله الفراشات .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى